قالت الولايات المتحدة إن روسيا قادت حملة تضليل إعلامي لحماية حليفها بشار الأسد على خلفية استخدامه للأسلحة الكيماوية على خان شيخون بريف إدلب شمال سوريا في 4 نيسان/أبريل 2017.
ووصفت واشنطن من خلال موقع سفارتها في دمشق على الانترنت، تصريحات الحكومة الروسية التي تزامنت مع قتل 90 شخصاً بغاز السارين في شمال سوريا بكتاب “قواعد اللعبة المسمومة ل(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
وصنّفت حديث وزارة الدفاع الروسية في 5نيسان/أبريل 2017، عن تدمير النظام السوري مختبراً للأسلحة الكيماوية بالمنطقة المجاورة للمنطقة المستهدفة في خانة “صرف الأنظار”، بينما صنفت في خانة “التحريف” كلام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، حيث قال “إن دولًا معارضة لروسيا وإيران مسؤولة عن الهجوم الكيماوي”.
ويرى الصحافي والباحث السياسي درويش خليفة أن هدف واشنطن من التصريح هو استخدام كافة الأوراق التي تمتلكها لإدانة موسكو، وتعريتها أمام المجتمع الدولي، وتقديمها ك”نظام قاتل”، ويدعم “أنظمة قاتلة” كالنظام السوري، والنظام الكوري الشمالي.
وقال خليفة ل”المدن”: “لا يمكن التعويل على التصريحات الأميركية في ما يخص جرائم النظام السوري بسبب تأكيدها لاستخدام غاز السارين في سوريا 50 مرة، دون التحرك بشكل جدي لمحاسبته أو إجباره على القبول بحل سياسي وفق القرار الأممي 2254”.
من جهته أكد الباحث السياسي محمد سكرية ل”المدن”، أن واشنطن تفضل استخدام استراتيجية “الضغط القصوى” من خلال العقوبات الاقتصادية أو التلويح بملف المساءلة والمحاسبة الذي لا يزال يواجه عقبات كبرى تتعلق ببنية المنظومة القانونية الدولية، وعدم وجود سوريا في اتفاقية روما (محكمة الجنايات الدولية).
وأضاف سكرية أن سياساتها تجاه محاسبة النظام على استخدام الغازات السامة في سوريا غير جدّية بالقدر الذي ينتظره السوريون، لافتًا في الوقت عينه، إلى أن مسار المحاسبة شاق وطويل، ويحتاج لتوافق دولي لتطبيق القرارات التي قد تصدر، أي قبول روسيا على الأقل، وهذا غير وارد حالياً.
وأوضح أن تفاهمات واشنطن وموسكو ساهمت في عرقلة جهود ردع النظام ومحاسبته بداية بقبول واشنطن اقتراح موسكو تسليم بشار الأسد سلاحه المحرم دولياً، وصولاً إلى اقتراح تقنين الإجراءات التنفيذية بالقرار الأممي 2118.
ولفت سكرية إلى أن تفاهمات “كيري-لافروف” ولاحقًا قمة هيلسنكي؛ “رسمت موقف الولايات المتحدة العام من الملف السوري من محددات أمنية، مع تأجيل ورقة رحيل أو بقاء النظام لوقت آخر حسب الظروف الدولية”.
ولخّص أهدافها من الملف السوري بالضغط على إيران حول الاتفاق النووي، حماية الأمن القومي الإسرائيلي واحتواء المشروع التركي ومواجهة تنظيم داعش عبر الإدارة الذاتية. وأشار إلى كونها استراتيجية متكاملة مع سياستها الخارجية حول المنطقة العربية والشرق الأوسط أي أنها باتت غير مهتمة بمنطقة “الحروب الأبدية”.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 91 مدنيا بينهم 32 طفلاً و23 سيدة وإصابة قرابة 520 شخصاً بحالات اختناق في خان شيخون بريف إدلب جراء تنفيذ طائرات النظام السوري غارات جوية على المدينة في 4 نيسان 2017، استخدم من خلالها غاز السارين السام المحرم دولياً.
“المدن”