برلين مكان حساس لقراءة عبء الحرب الروسية في أوكرانيا. من المبكر التكهن بما ستؤول إليه المغامرة الروسية. واضح أن سيد الكرملين سدَّد ضربة شبه قاتلة إلى العالم الذي بني على ركام الاتحاد السوفياتي. ثمة من يعتقد أن اجتياز الدبابات الروسية الحدود الدولية مع أوكرانيا أعلن نهاية الاستقرار الذي حمله عالم ما بعد سقوط الجدار. فالحرب الروسية في أوكرانيا أخطر بكثير من التحديات الدموية، التي شهدها العالم في العقدين الماضيين.
كان لا بد من العودة إلى برلين. أعلن زلزال الجدار ولادة عالم جديد، وربما ولادة جدار جديد. عالم القوة العظمى الوحيدة والانتصار الأميركي الفاحش. وثمة من يرى أن الزلزال الأوكراني يعلن اليوم احتضار ذلك العالم، وولادة عالم جديد يحمل بصمات بوتين.
ما أصعب التكهن ما إذا كانت الحرب الروسية ستؤدي إلى قيام جدار يقسم أوكرانيا على غرار ما فعله الجدار السابق بألمانيا. إذا كان صحيحاً أن الغرب اتخذ قراراً حاسماً بمنع بوتين من الخروج منتصراً من حربه الحالية، فإننا سندفع بالتأكيد ثمن الاستنزاف المتسارع في أوكرانستان.