أكد السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي أن اجتماع مسار “أستانا” المقبل حول سورية سيُعقد في العاصمة طهران على مستوى قادة الدول الثلاث الضامنة.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن جلالي قوله: إن إيران مستعدة لإجراء محادثات بشأن سورية بصيغة “أستانا” بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف أن الاجتماع القادم على مستوى القادة سيُعقد في طهران، دون إعطاء مدة زمنية محددة، موضحاً أن التوقيت مرتبط باتفاق بين القادة.
وأشار جلالي إلى أن التعليق الطويل لمسار “أستانا” ناتج عن مضاعفات انتشار فيروس كورونا.
بدوره، اعتبر مركز “جسور” للدراسات أن الهدف الرئيسي للجولة الماضية من مسار “أستانا” هو مجرد الحفاظ على المسار واستمرار جولاته.
وبحسب المركز فقد بدأت الجولة 17 من مسار “أستانا” حول القضية السورية في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2021 في العاصمة الكازاخية “نور سلطان”، وبحضور وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، ووفدَي النظام والمعارضة، وبمشاركة وفود الأردن والعراق ولبنان كمراقبين، وكذلك ممثلون عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واختتمت الجولة أعمالها ببيان ختامي في 22 كانون الأول/ ديسمبر.
كما تضمن البيان الختامي للجولة 18 نقطة، لم تختلف بمعظمها عن بيانات الجولات السابقة مثل التأكيد على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها، ومحاربة الإرهاب ودعم الحل السياسي؛ لا سيما مسار اللجنة الدستورية، كما أعاد بيان هذه الجولة من جديد ما تضمنته بيانات الجولتين السابقتين 15 و16 بذكر “الإصلاح الدستوري” بدلاً من عبارة “كتابة دستور جديد”.
ووفقاً للمركز فقد تَميَّز البيان مقارنةً مع البيانات السابقة بمُطالَبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالمساعدة في عملية “التعافي المبكر” في سورية، وإشارته إلى “التوطين المحلي”، والتي يُقصد بها المصالحات، باعتباره الأسلوب الأنجح في استعادة الأمن والاستقرار.
وتُعَدّ هذه الجولة هي الأولى في جولات “أستانا” التي لم يسبقها تصعيد روسي بقصف مناطق المعارضة، وعادة ما كانت مشاهد قصف المدنيين تشكل ضغوطاً وحالة استفزاز لوفد المعارضة قبل أي جولة مفاوضات.
وأوضح المركز أنه كما هي العادة سُبقت هذه الجولة بخُطوة لتبادل الأسرى في معبر “أبو الزندين” بإشراف الجانب التركي والروسي، وتمرير المساعدات الإنسانية عَبْر الخطوط بين مناطق المعارضة والنظام من معبر “سراقب” مع تقدير أن إجراءات إطلاق سراح المعتقلين وتمرير المساعدات ما تزال شكلية أو رمزية، وفي حدودها الدنيا.
وأشار المركز إلى أنه يمكن قراءة عدد من المؤشرات في جولة “أستانا 17” هي: أنه بات مسار “أستانا” يُعبِّر أكثر من قبل عن تلازُم المسار السياسي والميداني، وأصبح تقييم عمل اللجنة الدستورية وتحديد الجدول الزمني لعقد جولاتها في جنيف يُقرَّر بين دول “أستانا” الثلاث، وبشكل أدقّ بين تركيا وروسيا مع المراقبة الحَذِرة من إيران، وهو ما يعني مزيداً من انزياح العملية السياسية نحو مسار “أستانا”.
ونوّه المركز إلى أن روسيا تحاول من خلال منصة “أستانا” إعادة تعريف عمل اللجنة الدستورية وحَصْره بالعمل على الإصلاح الدستوري وليس كتابة دستور جديد، وإعادة الترويج للمصالحات على أنها النموذج الأنجح في تحقيق الاستقرار.
“نداء بوست”