كشف موقع “إنتلجنس أونلاين” أن مصر عارضت وبشدة عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، التي ستعقد قمتها على مستوى زعماء الدول العربية في الجزائر مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
ونقل الموقع الفرنسي عن مصادر مُطلعة قولها إن “مصر باتت تصطف اليوم إلى جانب السعودية في موقفها المعارض وبقوة لعودة النظام السوري للجامعة العربية”، معتبرة أن موقف القاهرة يُعتبر “تحولاً كبيراً بعد أن قاد رئيس استخباراتها عباس كامل جهوداً لعودة النظام لشغل المقعد منذ 2020”.
وأضاف الموقع أن الاصطفاف المصري-السعودي يأتي في وقت “تتفاوض القاهرة مع الرياض حول قضايا رئيسية، أكثرها حساسية وأهمية هي مسألة جزيرتي تيران وصنافير”، قائلاً إن “نقل ملكيتيهما إلى السعودية في صميم عملية التطبيع المحتملة بين الرياض وتل أبيب”.
وبهذا الموقف أصبحت مصر جنباً إلى جنب مع كل من السعودية وقطر في مواقفهم الرافضة لتلك العودة، بعد جهود سابقة قادتها مصر والجزائر والعراق لتحقيقه، إلا أن موقف الدوحة والرياض الراسخ؛ حال دون وصول الدول العربية إلى التوافق التام حياله.
كما قادت جهود عودة النظام لشغل المقعد دول أخرى خارج الجامعة العربية أبرزها روسيا الحليف الأقوى للنظام. واتضحت جهود الأخيرة من خلال الدعوة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى سلطنة عُمان للعب دور فعال في هذا الأمر خلال زيارته إليها في أيار/مايو، قائلاُ: “إن الوقت قد حان لعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية”.
أما الجهود الإسرائيلية فكشفت عنها صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية التي أوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أوقف أخيراً مبادرة إقليمية روّج لها سلفه بنيامين نتنياهو، لإعادة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية، عبر مبادرة إقليمية تفرض في المقابل على الأسد توقيع اتفاق يلزمه ب”سحب القوات الإيرانية” من سوريا.
وكان وزير الخارجية المصرية سامح شكري قد قال إن “مصر تتطلع لأن تتخذ الحكومة السورية الإجراءات الملائمة التي تسهّل عودتها إلى الجامعة العربية”، وتابع: “نتطلع إلى أن تتوافر الظروف لأن تعود سوريا إلى النطاق العربي وتكون عنصراً داعماً للأمن القومي العربي”، منوّهاً إلى أن القاهرة تتواصل مع الدول العربية الأخرى من أجل تحقيق الأمر.
وفي حزيران/يونيو، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي إن “التوافق ليس متاحاً حالياً” بين الدول العربية بشأن عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا في الجامعة، مشيراً إلى أن “هناك رؤى مختلفة حول هذا الأمر”.
وأضاف زكي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “الشرق الأوسط” المصرية الرسمية، أنه “في حال استشعار الأمانة العامة للجامعة بالتوافق العربي اللازم حول إعادة سوريا، سيتم الأمر على الفور”، لافتاً إلى أن “هذا التوافق ليس متاحاً حتى اللحظة الراهنة، وربما يحدث في المستقبل القريب أو البعيد”.
وبالموازاة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الأشهر القادمة ستشهد محاولة في اتجاه مشاركة سوريا في القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر.
وفي حوار مع قناة “الجزائر الدولية”، أوضح أبو الغيط أن “مشاركة سوريا في القمة العربية عندما تتم سوف تكون من خلال توافق عربي كبير”. وأشار إلى أن “هناك مقترحاً بين الأمانة العامة للجامعة والجزائر لعقد اجتماع تشاوري بين القادة العرب في إطار القمة العربية يكون مغلقاً”.
“المدن”