حدث تغيير غير متوقع في الأشهر الأخيرة في سلوك لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (المعروفة باسم “أيباك”). ففي 17 كانون الأول (ديسمبر) 2021، أطلقت هذه المنظمة المختصة بالدفاع عن المصالح الإسرائيلية في الولايات المتحدة رسمياً معركة الانتخابات التشريعية التي ستنعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، من خلال الإعلان عن تشكيل “لجنة عمل سياسي” ضخمة.
* * *
“لجنة العمل السياسي” هي منظمة تهدف إلى تمويل الحملات السياسية (كما توجد “لجان خارقة” للـ”حملات الخارقة”). وفي كانون الثاني (يناير) 2010، حكمت المحكمة العليا -بمجموع خمسة قضاة ضد أربعة- لصالح جمعية محافِظة بشدة تدعى “مواطنون متحدون” (Citizens United)، كانت قد حصلت على إمكانية إنشاء صناديق دعم لمرشحي الانتخابات من دون تحديد حجم المساندة، مع السماح للمانحين بعدم الكشف عن هويتهم. ولا تستطيع هذه الصناديق -التي قد تكون ضخمة أحيانًا- دفع الأموال مباشرة للمرشحين، لكن بإمكانها أن تساهم بطريقة غير محدودة في حملات لصالحهم يُزعم أنها “مستقلة”. وقد برّر قضاة المحكمة العليا قرارهم بأن هذه اللجان واللجان الخارقة تندرج ضمن التعديل الأول للدستور الذي يحمي حرية التعبير. وهكذا يتم تشويه النظام الانتخابي الأميركي أكثر فأكثر من خلال المال.
حتى الآن، لم تشرع منظمة “أيباك”، التي تأسست قبل 59 عامًا، في هذا النوع من النشاطات. وكان السبب الرئيسي لذلك كونها ليست منظمة حزبية، ولا تدعم الناس بقدر ما تدعم مبدأ معيّنا، هو الدفاع عن إسرائيل. وفي الواقع، موّلت “أيباك” تاريخياً العديد من السياسيين من كلا الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي)، وقد فعلت ذلك بعدة طرق مختلفة، من دون أن تلجأ إلى المساهمات المباشرة. لكنها غيرت موقفها هذه المرة، وهو ما أوضحته رئيسة المنظمة، بيتسي بيرنز كورن، عندما صرّحت بأن المسألة تتمحور حول “تحسين نجاعة مهمتنا في البيئة السياسية الحالية”. وبعبارة أوضح: لقد تغير الزمن. وهذا لا يعني أن اللجنة تفتقر إلى رجال أعمال أميركيين -يهوداً كانوا أم غير ذلك- لدعم “مهمتها” مالياً، فـ”أيباك” هي واحدة من أغنى مجموعات الضغط في الولايات المتحدة. صحيح أنها ما تزال بعيدة عن لوبي الأدوية أو مصنعي الأسلحة الثقيلة على سبيل المثال، لكنها من أفضل مجموعات الضغط في المجال السياسي. وما يحصل هو أن “البيئة السياسية” التي تعمل فيها “أيباك” قد تطوّرت بالفعل -وليس بالطريقة التي تصب في مصالحها. باتت مناهضة اليسار الديمقراطي للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين أكثر فأكثر وضوحا، لدرجة أن الموضوع أصبح قضية ذات ثقل داخل هذا الحزب، وإن لم تكن ذات أهمية أساسية، فهي قضية متصاعدة بشكل واضح. ولم يساهم اغتيال الصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ثم الصور المخزية التي بثتها جميع وسائل الإعلام للشرطة الإسرائيلية وهي تهاجم النعش وموكب الدفن بالهراوات، وتمزق الأعلام الفلسطينية، في تحسين صورة إسرائيل. لذلك وجب الرّد على هذه “البيئة” الجديدة.
ضد الإجهاض ومع الأسلحة وضد الأقليات
قررت “أيباك” أن تتحرّك في اتجاهين. الأول هو توفير دعم عام ونشط لأصدقاء إسرائيل الأكثر ثقة. والمقصود هنا، بطبيعة الحال، هم أعنف أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في الحزب الجمهوري. ففي بلد “أصبح فيه تبني النظريات الغامضة للرئيس السابق ترامب حول الانتخابات الرئاسية للعام 2020 هو ثمن تذكرة الدخول لمعظم الانتخابات التمهيدية عند الجمهوريين”، وفق ما جاء في صحيفة “الواشنطن بوست”، شرعت “أيباك” في تمويل 109 من أصل 147 نائباً جمهورياً في الكونغرس، رفضوا جميعهم المصادقة على انتخاب جو بايدن. وكان هدف “أيباك” تقوية العمود الفقري لدعم السياسة الإسرائيلية في المجتمع الأميركي، وهو الآن موجود في تلك الدوائر بشكل أساسي. هل يجدر بنا التذكير بأن نفس هؤلاء الأشخاص هم أيضًا في طليعة مؤيدي السوق الحرة في مبيعات الأسلحة، وحظر إجهاض النساء، وآلاف الطرق لمنع السود وغيرهم من الأقليات من التصويت في الانتخابات؟
ثمة ثلاثة أمثلة على ذلك من بين الـ109 نواب الذين تدعمهم “أيباك”. سكوت بيري، مرشح في ولاية بنسلفانيا، هو أحد المدافعين على أطروحة “الاستبدال العظيم” للـ”أميركيين الحقيقيين” (أي البيض) من قبل جميع أنواع أصحاب البشرة الداكنة. وهو موقف يشاركه فيه كل من جيم جوردان (ولاية أوهايو) وباري لودرميلك (ولاية جورجيا). ويُشتبه في أن هؤلاء الثلاثة لعبوا دورًا نشطًا في التحضير للهجوم على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021، بهدف عرقلة دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض. وقد رفض الثلاثة الإدلاء بشهادتهم أمام لجنة التحقيق التابعة للكونغرس حول هذا الحدث. كما كانوا من أوائل المستفيدين من أموال “أيباك”.
لم تكتف المنظمة بتقديم دعم هائل لمرشحي اليمين المتطرف. فلطالما رفض اللوبي تقديم دعمه للجمهوريين الذين لم يجتمعوا تحت راية ترامب، حتى لو كانوا مؤيدين مخلصين لإسرائيل. كما لو كان من المهم مراعاة كبرياء دونالد، الذي لم يتنازل كليا عن فكرة إعادة الترشح.
كما نجد في ليز تشيني، ابنة ديك تشيني، نائب الرئيس السابق في إدارة جورج بوش الابن، مثالا معبّرا على هذا الوضع. فقد أصبحت ليز اليوم من أكثر المسؤولين المنتخبين لدى الجمهوريين الذين يحاولون مقاومة قبضة ترامب المتزايدة على حزبهم، فيما يقرّر ترامب من مسكنه الشخصي في مارالاغو بولاية فلوريدا أي جمهوري بايعه سيتسنى له الترشّح، ومن سيُحرم من هذا الشرف. لكن ليز تشيني هي أيضًا من أشد المؤيدين لإسرائيل ومن أعرق المساندين لمنظمة “أيباك”. ومع ذلك، وبينما “أيّدت” لجنة العمل السياسي الخارقة ترشّح أكثر من 100 جمهوري خلال أربعة أشهر، إلا أن اسمها لم يظهر في القائمة.. وذلك قرار كان من الصعب على “أيباك” اتخاذه؛ فتمويل ليز مخالف لرغبات أنصار ترامب الذين يمقتونها. لكن رفض هذا التمويل كان سيجعل المنظمة تبدو وكأنها في خدمة ترامب. وأخيرًا، في 30 نيسان (أبريل)، قدمت لجنة العمل السياسي الخارقة الدعم المالي لابنة تشيني بعد جدال ساخن في صفوفها.
تقدّر “أيباك” جيّدا أن هذا التصرّف يعارض “القيم” التي يدعمها غالبية اليهود الأميركيين، والتي دفعتهم تاريخيًا ومنذ عقود إلى التصويت للديمقراطيين. وفعلا، كان نقد مؤيدي “أيباك” الديمقراطيين -وهم ما يزالون كثيرين للغاية- لاذعاً. ومع ذلك، يصرّ المتحدثون باسمها على أن اللوبي ما يزال يساند الحزبين، على الرغم من تعارض هذا الخطاب مع الواقع. ويعود هذا التصرف لكون غالبية أعضاء هذه المنظمة يتبعون الخط الذي حدده سابقًا بنيامين نتنياهو، والذي لم يعترض عليه حلفاؤه الإسرائيليون حتى الآن. إنهم يعتبرون أن موقف “مساندة الحزبين” -الذي يهدف إلى إيجاد حلفاء في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء- والذي تبنته منظمة “أيباك” منذ إنشائها، لم يعد مناسبًا اليوم، وأنه من أجل وضع حد للتدهور المستمر لصورة إسرائيل لدى الرأي العام الأميركي، من الأفضل دعم أشد المساندين لإسرائيل (أي الجزء القومي والإنجيلي للجمهوريين، وهم يشكلون اليوم الأغلبية في قواعد هذا الحزب)، عوضاً عن دعم الحزب الديمقراطي الذي تخلت قواعده عن هذه المساندة غير المشروطة لتل أبيب، ما يجعله أقل “أماناً”.
عندما يدير اليهود ظهرهم لإسرائيل
لا تخلو صفوف منظمة “أيباك” نفسها من الانتقادات بخصوص الدعم الذي يُقدَّم إلى الجمهوريين “الانقلابيين”. وتتمحور هذه الانتقادات حول فكرة أساسية، هي أن اختيار “أيباك” دعم حركة سياسية مناهضة للديمقراطية سيقود اليهود الأميركيين عاجلا وليس آجلا إلى إدارة ظهورهم لهذه المنظمة. وهي الحجّة التي طوّرها على سبيل المثال دوغلاس بلومفيلد، المدير القانوني السابق للمنظمة المساندة لإسرائيل، حيث أكّد بكل بساطة أنه لا ينبغي اعتبار اليهود الأميركيين أغبياء: “سوف يرون كيف أن “أيباك” تدعم بشكل خاص مرشحين يحملون آراء متناقضة تمامًا مع قناعاتهم. وبطبيعة الحال، كلاهما يمكن أن يدعم إسرائيل، لكن الفرق بينهما شاسع في بقية المواضيع”. يخشى بلومفيلد أن يدير اليهود الأميركيون عندئذٍ ظهورهم لـ”أيباك” -وليس لقناعاتهم العميقة. وهو رأي يشاطره إياه عدد من أعضاء المنظمة. وتتساءل هالي صويفر، رئيسة المجلس الديمقراطي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، وهي منظمة شديدة الدعم لإسرائيل: “لماذا تدعم “أيباك” مرشحين يصطفون مع الانقلابيين والداعين إلى تفوق البيض”؟ وهي قلقة من أن “يعرّض هذا التحالف أميركا نفسها للخطر”، كونه غير ديمقراطي بشكل أساسي: “إن تأييد أيباك (للمرشحين المساندين لترامب) مقلق للغاية، فهو يشير إلى أنه يمكن، بدعوى دعم إسرائيل، مساءلة مبدأ الالتزام بالديمقراطية الأميركية”.
لا شك أن السيدة صويفر تعلم أن بعض المرشحين الديمقراطيين -ولو كانوا أقلية- قبلوا أيضًا بدعم “أيباك” المالي. فقد جمع هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل مبالغ طائلة، واستهدف دوائر انتخابية شهدت خلال الانتخابات التمهيدية للحزب تنافس مرشح ديمقراطي محافظ مع آخر تقدمي، ما صار يعني اليوم تنافس أحد أنصار إسرائيل مع معارِض مؤيد للقضية الفلسطينية. وكان هدف اللوبي هنا عرقلة التوسع المنتظم للمعسكر المؤيد للفلسطينيين في الكونغرس. وقد عرفت هذه الاستراتيجية نتائج متباينة. ففي 18 أيار (مايو) 2022، فاز في ولاية كارولينا الشمالية مرشحان تدعمهما “أيباك” في التصويت لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات التشريعية المقبلة. وفي المقابل، فازت سمر لي، المرشحة التقدمية من أصل أفريقي والتي كانت أقل حظًا من الناحية المالية، في ولاية بنسلفانيا، على الرغم من الحملة القوية التي شنتها ضدها لجنة العمل السياسي الخارقة على الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الإعلام.
ربما يكون أبلغ مثال على هذا الوضع ما حدث في الدائرة الثامنة والعشرين من تكساس (في جنوب غرب الولاية)، حيث دار تنافس بين منتخَب ديمقراطي محلي قديم جدًا، هو هنري كويلار، مدعومًا منذ البداية من قبل لجنة العمل السياسي الخارقة بمبلغ قيمته 1.8 مليون دولار، وبين جيسيكا سيسنيروس، المعارضة الشابة المعروفة بدعمها للفلسطينيين والتي تحظى بمساندة بيرني ساندرز واليسار الديمقراطي المحلي (ولا تتمتع طبعاً بنفس الموارد المالية). ويعرّف كويلار نفسه بأنه “ديمقراطي محافظ” في قضايا مثل حقوق المهاجرين، والإجهاض، والحصول على التأمين الصحي، وما إلى ذلك، وبصفته من أشد المؤيدين لإسرائيل. وقد انتهى به الأمر بالفوز بهامش ضئيل قدره 0.5 نقطة (من أصل 50.500 ناخب). وقد تم انتخابه منذ العام 2002 وحتى الآن من دون انقطاع في دائرته الانتخابية.
حرب من أجل مستقبل الحزب الديمقراطي
في هذا المشهد السياسي الذي يهيمن عليه السعي للحصول على التمويل، يتعيّن علينا ذكر حالة ليست ثانوية كما تبدو، ونتحدث هنا عن المرشحين الديمقراطيين الذين يستفيدون من تمويل لجنة العمل السياسي الخارقة واللوبي الآخر المساند لإسرائيل في الولايات المتحدة، وهو منظمة “جيه ستريت” J-Street، التي ما تزال تدافع إلى اليوم عن “حل الدولتين” وتنتقد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونحن نتحدّث هنا عن حوالي خمسين مرشّحا. ومن أشهر المرشّحين الديمقراطيين في هذه الحالة نجد نانسي بيلوسي، التي تبلغ من العمر 82 عامًا، وقد تم انتخابها عن ولاية كاليفورنيا منذ العام 1987، وهي تشغل حاليًا منصب رئيس مجلس النواب. وباعتبارها حليفًا دائمًا لـ”أيباك”، استفادت بيلوسي هذه المرة من دعم المنظمة، وكذلك من دعم “جيه. ستريت”. علما بأن بيلوسي اشتهرت فيما مضى بعدائها الحاد للمنتخَبين الشباب المساندين للقضية الفلسطينية في حزبها -وهن غالبا منتخَبات. لماذا إذن دعمها اللوبي “التقدمي” أيضًا؟ ببساطة، لأنها طلبت دعمه. والفرق الكبير بين “أيباك” و”جيه. ستريت” هو أن الأولى تموّل حصريا أولئك الذين قرّرت هي دعمهم، في حين تقرر الثانية منح دعمها -أو عدم منحه- لمن يطلبه. باختصار، لماذا قدمت نانسي بيلوسي ولأول مرة طلب تمويل إلى اللوبي “التقدمي” المؤيد لإسرائيل، مع أنها كانت دائمًا من أشد المؤيدين لـ”أيباك”؟ لا شك أن السبب يعود لكون الحفاظ على علاقة جيدة مع “جيه. ستريت” أمر مهم عندما تكون زعيمًا ديمقراطيًا، وإذا كنت تريد ضمان دعم الشباب اليوم، بما أن “أيباك” باتت تترجم عن موقف يميني متطرّف.
أظهرت دراسة جديدة أواخر أيار (مايو) 2022 أجراها مركز بيو للدراسات الديمغرافية، والتي تضمنت 10 آلاف مقابلة، تصاعدًا متزايدًا لعداء الشباب الأميركي تجاه السياسة الإسرائيلية، والذي ظهر بقوة في صفوف الشباب الديمقراطيين. وفي الأوساط الأكاديمية، ما يزال دعم الفلسطينيين في تصاعد. وفي أيار (مايو)، أعلنت الصحيفة الطلابية “هارفارد كريمسون” التابعة للجامعة الشهيرة (وهي الصحيفة المحلية الوحيدة) دعمها لحملة مقاطعة إسرائيل. وفي المقابل، يتزايد القلق في الأوساط المؤيدة للصهيونية تقليديا بسبب الاستياء -إن لم يكن العداء- الذي يكنّه العديد من الشباب اليهود تجاه إسرائيل. وفي نيويورك، تم تشكيل جمعية يهودية مؤخرًا تدعى “شبكة التضامن”، والتي لا تهدف فقط إلى “تقديم بديل لحركة المقاطعة، ولكن أيضًا لمنظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أميركا”، وهي المنظمة اليسارية التي يقودها بيرني ساندرز.
بعبارة أخرى، فإن كل المعارك التي خاضتها “أيباك” لمدة ستة عقود -من أجل جعل دعم إسرائيل قضية تهم الحزبين- أصبحت بصدد التقوض، وأصبح هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل يقبل بأن يصبح أكثر ارتباطًا باليمين الأبيض العنصري. وقد فهم ساندرز ذلك بشكل صحيح. فالمعركة بين اليسار الديمقراطي و”أيباك” -التي تدعم إما الجمهوريين الأكثر إثارة للاشمئزاز، أو الديمقراطيين المحافظين جدا- تتجاوز قضية الشرق الأوسط. وقد رأى ساندرز أنها “حرب من أجل مستقبل الحزب الديمقراطي”.
*سيلفان سيبيل: صحفي وعضو سابق في رئاسة تحرير جريدة “لوموند” ومدير سابق لمجلة “كوريي أنترناسيونال، ومؤلف كتاب”المطمورون، المجتمع الإسرائيلي في طريق مسدود” من منشورات (لا ديكوفيرت، 2006).
“الغد”