واعتبر أن “منع إيران من الوصول إلى النووي من خلال الدبلوماسية هو الطريق المفضلة، لكن التاريخ أثبت مرات عديدة أن الدبلوماسية يمكن أن تفشل أو أن تنجح لفترة زمنية محددة، ثم يتم التعرض لانتهاك أو خيانة”.
وأشار كوخافي إلى أن الاستعدادات للعمل العسكري ضد البرنامج النووي “من صلب الاستعدادات” في الجيش الإسرائيلي، والتي تتضمن مجموعة متنوعة من الخطط العسكرية، خصص لها الكثير من الموارد والتسلح بالأسلحة المناسبة، إضافة إلى عمل الاستخبارات والتدريب.
وفي السياق قال الجيش الإسرائيلي إن قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال مايكل كوريلا، بحث مع كوخافي خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل، الأحد، “قضايا عملياتية لمواجهة التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج”.
القنبلةالنووية
في الجانب الآخر، كشف رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران، كمال خرازي، لـ”الجزيرة”، أن إيران لديها القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكنه أكد أن لا قرار في بلاده بتصنيع القنبلة رغم وجود القدرات الفنية اللازمة لذلك.
وأضاف أن إيران أجرت مناورات موسعة بهدف ضرب العمق الإسرائيلي في حال تم استهداف منشآتها الحساسة.
وتعليقاً على تصريحات خرازي، قال الممثل الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن التصريح الإيراني حول قدرة طهران على تصنيع القنبلة النووية لا يعني أنها تنوي القيام بذلك. واعتبر الوضع الراهن للبرنامج النووي الإيراني نتيجة لسياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة مع إيران منذ فترة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى غاية الآن.
التأثير في المفاوضات
وترى محافل إسرائيلية أن إعلان خرازي أن إيران تمتلك القدرات التقنية على صنع قنبلة نووية يهدف إلى التأثير في المفاوضات الجارية مع القوى العظمى بشأن العودة للاتفاق النووي.
وقال معلق الشؤون العسكرية في قناة “كان” روعي شارون، إن تصريح خرازي يأتي في ظل الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بشكل غير مباشر بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً إلى أن هذا التصريح يرمي إلى تكريس انطباع مفاده بأنه في ظل فشل المفاوضات فإن إنتاج السلاح النووي يتوقف على قرار تتخذه القيادة الإيرانية.
ولفت شارون إلى أن خرازي كرس الانطباع بأن إيران دولة على حافة قدرات نووية لأنها تملك كل الإمكانات التي تؤهلها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة وهي النسبة اللازمة لإنتاج السلاح النووي، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من مراكمة الخبرات اللازمة لتحويل اليورانيوم المخصب إلى رأس نووي.
وفي سلسلة تغريدات في “تويتر”، أضاف هايمان الذي يعمل حالياً مديراً لـ”مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، أن الإيرانيين أجروا مناورات مكثفة بهدف مهاجمة العمق الإسرائيلي في حال استهدفت المنشآت النووية الحساسة.
ودعا الجنرال الإسرائيلي إلى تبني استراتيجية لمواجهة إمكانية أن يتطور البرنامج النووي الإيراني في ظل عدم وجود اتفاق بين طهران والغرب، مشدداً على أن إسرائيل مطالبة بممارسة “ضغط متعدد المجالات، ومعركة سرية وجهوزية للهجوم”. واستدرك أن مصلحة إسرائيل تتطلب حالياً التوصل لاتفاق نووي يمكنها من “شراء الوقت” للاستعداد بشكل أفضل لعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية “بشكل يضمن القضاء على القدرات التي راكمتها في إيران”.