بالنسبة لقواعد عقيدة الحشاشين، لا يهم إنت كنت قرصاناً يستولي على السفن في البحار، أو من أبناء الفايكينغ الذين ينهبون إنكلترا الإقطاعية، أو محارباً مصرياً يسعى للأخذ بثأره، وذلك لأن تاريخك سيكون عريقاً، إذ تعود تلك القصة لمئات السنين، لكنها تشتمل على حكايات شعبية كثيرة فيها من الغرابة والكذب الكثير حول ذلك النمط من البشر الذين كانوا يتمتعون بذكاء خارق إضافة لكونهم عمالقة الزمن القديم. وكما أنه لا يمكننا أن نصدق كل ما ورد في تلك الحكايات بالرغم من أنها قائمة على أحداث حقيقية، إذ لا يمكن للبشر أن يتحدثوا عن النسور على سبيل المثال، بيد أن القصص بمجملها، وخاصة كلمة “حشاشين” بحد ذاتها، تعبر عن طائفة حقيقية تضم مقاتلين ومحاربين.
لقطة من مخطوط يظهر الاستيلاء على قلعة ألموت
اعتمد الحشاشون لحياتهم نظام المسلمين الشيعة، حيث شكل هؤلاء فرقة رسمية في عام 1090 ميلادية، وذلك بعد سيطرتهم على قلعة ألموت في إيران، فكانت تلك الطائفة طائفة سرية تضم محاربين ومقاتلين استوطنوا أعالي الجبال، بعيداً عن أي عدو أو غازٍ، بحيث يمكن لأفراد تلك الطائفة أن يمارسوا تخطيطهم الاستراتيجي، وأن يسخروا وقتهم للتعليم الديني المقدس، وقد وضع هؤلاء هدفاً لأنفسهم وهو التخلص من خصومهم الدينيين والسياسيين، لذا، وبدلاً من شن حروب دموية يمكن أن يخسروا فيها آلاف الأرواح، قام الحشاشون بالتخلص من أهم الشخصيات التي ظلمتهم وظلمت طائفتهم وتجمعاتهم، وذلك لأن تلك الطائفة كانت تضم مقاتلين تمرسوا بفنون التجسس والمراقبة والخديعة، إلى جانب سعة حيلتهم باستخدام السكاكين والسم والقتل بأشكاله البدائية، وهذا ما جعل تلك الجماعة مرهوبة الجانب، وساعدها في السيطرة على مواقع استراتيجية في كل من سوريا وإيران.
موقع قلعة ألموت بإيران
إلا أن سقوط هذه الجماعة المقاتلة تحول لأسطورة ظهرت في العديد من ألعاب الفيديو الحديثة، وذلك بعدما غزا هولاكو حفيد جنكيز خان تلك المنطقة في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي فغير وجهها إلى الأبد، حيث سيطر على العديد من الحصون التي كان الحشاشون يسيطرون عليها، مما أضعف سطوتهم السياسية، ودفعهم للانضمام لقوات أخرى في المنطقة بهدف مقاومة المغول، ولكن بنهاية ذلك القرن، لم يعد من تبقى من الحشاشين أكثر مرتزقة مأجورين.
المصدر: كراكد
“تلفزيون سوريا”