قال القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو الثلاثاء، إن زيارة البعثة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى حلب وحمص وحماة لها أهمية قصوى، لافتاً إلى الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلاد. في حين يرى خبراء اقتصاديون أنها محاولة لكسر الجليد وتعويم النظام من خلال مشاريع “التعافي المبكر”.
وقال ستوينيسكو لموقع قناة “الحرة” الأميركية: “من الضروري أن يعرف السوريون أنه على الرغم من خلافاتنا السياسية الجدية مع النظام السوري، فإن الاتحاد الأوروبي يموّل المشاريع الإنسانية على الأرض التي تنقذ الأرواح، وتعمل على تحسين سبل العيش وتعزيز المرونة والتماسك الاجتماعي”.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا الاثنين، عن زيارة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول أوروبي إلى مناطق سيطرة النظام منذ عام 2011، وتستمر لأيام، بهدف إجراء جولات على سلسلة من المشاريع التي يدعمها الاتحاد في محافظات حلب حمص وحماة.
وقالت البعثة في تغريدة، إن الزيارة المشتركة يقودها من طرفها القائم بأعمالها دان ستوينيسكو، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا.
وأوضح ستوينيسكو أن الاتحاد يموّل مشاريع ضخمة للبنية التحتية الحيوية للمياه عبر دعم عمليات الحماية المدنية الأوروبية والمساعدات الإنسانية لاستثمارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مبيناً أن محطة مياه الخفسة في حلب، التي هي جزء من أكبر نظام لتزويد مياه الشرب في سوريا من خلال توفير مياه الشرب لأكثر من 3.5 مليون شخص، “تموّل” من قبل الاتحاد.
ووفقاً للقائم بأعمال البعثة الأوروبية، فإن الزيارة لن تقف عند محطة المياه، وإنما ستشمل المشاريع الأخرى أيضاً، وخاصة التي تتعلق بدعم منظمات المجتمع المدني وحماية الطفل، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي أكبر مانح للأزمة السورية من خلال المشروعات الممولة في جميع أنحاء البلاد، من ضمنها المحافظات الثلاث التي يعتزم زيارتها.
مشاريع التعافي المبكر
وأوضح الخبير الاقتصادي يونس الكريم في حديث ل “المدن”، أن الزيارة تأتي في سياق تفعيل قرار مجلس الأمن 2226، الذي يحمل في طياته إيصال المساعدات الإنسانية ومشاريع التعافي المبكر التي بدأت كجزء من الحل السياسي في سوريا، موضحاً أنه “يمكن تصنيفها” أيضاً في خانة التطمينات الأوروبية-الأميركية لروسيا.
ولا يفصل الكريم الزيارة من كونها محاولة تسويق دولية عبر الاتحاد الاوروبي لجذب المستثمرين من كافة دول العالم، عن خطة شاملة لتعويم النظام، معتبراً أنها بمثابة خطوة أولى نحو كسر الجليد مع نظام دمشق، بالتزامن مع حديث عن تقارب تركي منذ فترة.
لا دلالات سياسية
من جهته، يصنّف الصحافي المتخصص بالشأن الاقتصادي السوري فؤاد عبد العزيز الزيارة في خانة الشأن الإنساني المحض، دون دلالات سياسية، مشيراً إلى أن الزيارة كسبت أهميتها لكونها الأولى منذ 11 عاماً لمناطق النظام السوري.
وقال عبد العزيز ل”المدن”، إن الزيارة كانت بصدد الاطلاع عن كثب على واقع المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي في سوريا، باعتباره الداعم الأكبر للمساعدات والمشاريع الإنسانية في سوريا عبر الأمم المتحدة، معتبراً أنه غير قادر على ضبط الأذرع المرتبطة بالنظام على تنفيذ مشاريعه داخل مناطق الأخير، فضلاً عن تقارير الفساد التي تصدر عن هذه الأذرع.
وأوضح أنها عملية لمراقبة المشاريع عن قرب داخل مناطق النظام، لافتاً إلى أنه على الرغم من المتاجرة الكبيرة بأموال الاتحاد الأوروبي التي يقدمها بصور عديدة، إلا أن مردودها لا يرقى للحديث عن مرحلة تعافٍ اقتصادي للنظام على المدى المنظور.
“المدن”