أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الأربعاء، استهداف منشآت تحتية تستخدمها ميليشيات تابعة لـ»الحرس الثوري» الإيراني، في دير الزور، شرقي سوريا. مصدر عسكري مطلع قال لـ«القدس العربي» إن الضربة الأمريكية استهدفت فجر الأربعاء، مستودعات أسلحة تابعة لميليشيات «فاطميون والنجباء» في منطقة عياش في ريف دير الزور الغربي، وخلّفت 6 قتلى وعدداً من الجرحى من الميليشيات الإيرانية.
مصدر عسكري لـ «القدس العربي»: الضربات بصواريخ هيمارس قتلت 6 من الميليشيات
وأشار المصدر، إلى أن هذه المستودعات مخصصة «للسلاح القادم براً من العراق عن طريق معبر السكة غربي المعبر الأساسي» مشيراً إلى أن «مستودعات الأسلحة تبعد حوالي كيلو متر واحد عن معسكر قاسم سليماني المخصص للتدريب العسكري شرق دير الزور». وقال المتحدث: إن الصواريخ المستخدمة في الضربة الأمريكية هي «صواريخ هيمارس، خرجت من قاعدة التنف الأمريكية، عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن» نافياً أن يكون الطيران الحربي هو من نفذ الضربات، حيث عزا المتحدث السبب إلى أن الهدف «غير محمي بالدفاعات الجوية، وتحت مرمى راجمات صواريخ هيمارس».
أسباب الاستهداف
وحول الأسباب وراء استهداف هذا الموقع بالتحديد، قال المصدر العسكري: «هناك معلومات تفيد بأن قرية حويجة صقر في ريف دير الزور شهدت في 11 أغسطس /آب/ اجتماعاً لقادة الحرس الثوري، وعلى رأسهم المسؤول العسكري للحرس الثوري في البوكمال الحاج عسكر، بالإضافة إلى الحاج كامل يوسف، حيث قرر المجتمعون، زيادة الضربات على القواعد الأمريكية، شرق الفرات». وكان التحالف الدولي، قد أعلن في بيان أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات جوية دقيقة على منشآت لميليشيا الحرس الثوري الإيراني بدير الزور، وذلك بتوجيه من الرئيس الأمريكي جو بايدن… وأضاف البيان أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات متناسبة ومتعمدة تهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات.
وأشار البيان إلى أن الرئيس الأمريكي أعطى توجيه هذه الضربات، وفقاً لسلطته بموجب المادة الثانية لحماية الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم من خلال تعطيل أو ردع الهجمات التي تنفذها الجماعات المدعومة من إيران، حسب البيان. وفي هذا الإطار نفذت طائرات بدون طيار في الـ 15 من الشهر الحالي غارات جوية على قاعدة التنف العسكرية في البادية السورية، والتي لم تسفر عن إصابات حينها حسب بيان التحالف.
وتهدف الضربات وفق مدير الشؤون العامة للقيادة المركزية الأمريكية جو بوتشين إلى الدفاع عن القوات الأمريكية وحمايتها من الهجمات مثل التي شنتها الجماعات المدعومة من إيران تجاه أفراد أمريكيين. وأضاف بوتشين «الضربات التي نفذت، اليوم كانت ضرورية لحماية الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم. ولقد اتخذت الولايات المتحدة الإجراء الضروري والمناسب والمدروس للحد من أخطار التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات لقد أعطى الرئيس بايدن التوجيهات لهذه الضربات وفقاً لسلطته المنصوص عليها في المادة الثانية لحماية والدفاع عن الأفراد الأمريكيين من خلال تعطيل أو ردع هجمات الجماعات المدعومة من إيران». مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع، لكنها ستستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه.
ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية عن المتحدث باسم القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، الكولونيل جو بوتشين، قوله إن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها ميليشيات تابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني، في دير الزور، كانت تستهدف 11 مخزن ذخيرة، ودمرت 9 منها. وأوضح بوتشين أن «الهدف الأصلي كان تدمير 11 مخزن ذخيرة، لكن تم إلغاء الهجوم على مخزنين، بعدما لوحظ تحرك أشخاص قريباً منهما، حرصاً على عدم سقوط مدنيين»، مشيراً إلى أن الضربة «استهدفت 9 مخابئ ذخيرة في دير الزور، تابعة لجماعات مدعومة من إيران». وليست هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها الطائرات الحربية الأمريكية قوات مدعومة من إيران في العراق وسوريا. ففي حزيران/يونيو من العام الماضي، قصفت الولايات المتحدة منشآت لقيادة العمليات وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وواحد في العراق.
شحنات أسلحة
وانتشرت القوات الأمريكية لأول مرة في سوريا خلال حملة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما على تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالاشتراك مع جماعة يقودها الأكراد تسمى قوات سوريا الديمقراطية. وينتشر نحو 900 جندي أمريكي في سوريا أغلبهم في الشرق. لكن الميليشيات المدعومة من إيران أسست موطئ قدم لها في سوريا أثناء قتالها لدعم رأس النظام السوري بشار الأسد خلال الحرب في سوريا. وتتركز الميليشيات المدعومة من إيران إلى حد بعيد غربي نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث تحصل على الإمدادات من العراق عبر معبر البوكمال الحدودي.
وأشارت شبكة «الفرات بوست» المحلية، إلى وصول أسلحة إيرانية جديدة إلى محافظة دير الزور، تضم ذخائر وصواريخ، إلى أحد أهم معسكرات الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا، وذلك تحت إشراف ميليشيا «حزب الله» اللبناني. وأضاف المصدر، أن عدة شاحنات محملة بالذخيرة وصواريخ من نوع «غراد» وصلت يوم الاثنين إلى مستودعات عياش غربي دير الزور والتي تعتبر أهم مستودعات للتسليح وتخزين السلاح للميلشيات الإيرانية في المنطقة، حيث قامت «مجموعة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، بإنزال الصواريخ التي يعتقد بأنها إيرانية الصنع حسب الكتابات التي عليها حيث تم إنزالها ضمن مستودعات خاصة بإشراف ضباط أفغان من «لواء فاطميون» في مقدمتهم مسؤول التسليح في دير الزور. ولفت المصدر، إلى أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، أدخلت قبل أيام، شحنة أسلحة أخرى من العراق إلى مدينة البوكمال، عبر معبر السكك الذي تشرف عليه الميليشيات العراقية.
“القدس العربي”