تشير معلومات أمنية حصلت عليها «القدس العربي» إلى أن القصف الذي يستهدف قاعدة التنف الأمريكية ينطلق من قواعد لفصائل شيعية عراقية مرتبطة بالحرس الثوري، تتركز في منطقة منجم عكاشات العراقية قرب القائم على الحدود السورية.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه قوات التحالف الدولي أن مصدر هذه الهجمات هو محافظة بابل (في إشارة لجرف الصخر)، وليس قرب الحدود السورية، قبل ان يسارع حساب قوات التحالف لحذف التغريدة.
ونشرت قوات التحالف الدولي تغريدة تضمنت رسماً توضيحياً لمسار الطائرات المسيرة من بابل من محافظة جنوب بغداد حتى قاعدة التنف، وقالت ان الطائرة المستخدمة هي KAS-04 وهي مسيرة إيرانية، لكن مسؤولاً سابقاً في التحالف الدولي و مصدر امني اخر، استبعد ان يكون جنوب بغداد هو مركز اطلاق المسيرات، ويمكن ملاحظة ان مسار الطائرات القاصفة حسب منشور التحالف الدولي، يمر ايضا عبر القائم عند الحدود السورية بعد انطلاقه من جنوب بغداد، في مسار التفافي نحو الشمال غير مبرر، وهو ما يضفي بعض الشكوك على صحة معلومات المنشورة في تغريدة قوات التحالف ، ولهذا كان من الملفت ان قوات التحالف قامت بازالة المنشور والتغريدة بعد نشرها بساعات قليلة، وهو الذي يتحدث عن كون العراق مصدر قصف قاعدة التنف، دون توضيح عن سبب ذلك، بينما علق مسؤول سابق في التحالف ل «القدس العربي» على ذلك مشككا في دقة المعلومات المنشورة حول كون محافظة بابل في العراق مصدر انطلاق المسيرة، وهو برأيه ما دعا قوات التحالف لحذف المنشور بانتظار مزيد من تدقيق المعلومات.
وفي تفاصيل حصلت عليها «القدس العربي» عن الهجوم على قاعدة التنف،
فإن مصادر عراقية قالت لـ«القدس العربي» ان العراق هو بالفعل مصدر اطلاق المسيرات لكن قرب منطقة القائم غرب الأنبار وليس من بابل جنوب بغداد، وأن فصيلاً عراقياً يسمى «حركة الابدال» هو من أطلق طائرات مسيرة من الأراضي العراقي في اتجاه قاعدة التنف السورية فجر الاثنين 15 أغسطس/ آب.
وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه في اتصال بـ«القدس العربي»، إن ثلاث عجلات رباعية الدفع انطلقت عند الساعة الثانية من فجر الاثنين 15 أغسطس /آب، من قاعدة لها في منطقة منجم عكاشات على الطريق الرابط بين قضاءي القائم والرطبة غرب الأنبار.
وقال ان منطقة عكاشات هي عبارة عن منجم لاستخراج الفوسفات متوقف عن العمل منذ غزو العراق عام 2003، ويضم مجمعاً سكنياً مأهولا بمئات موظفي منشأة الفوسفات في القائم، لكن هؤلاء غادروا المجمع بعد سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة في يونيو/ حزيران 2014.
ويبعد منجم عكاشات، مسافة 24 كيلومترا إلى الشرق الحدود مع سوريا، ويقع على مسافة 140 كيلومترا الى الجنوب من قضاء القائم على الطريق الذي يربط القضاء بقضاء الرطبة. ووفق المصدر، فان المنطقة تخضع امنيا لسيطرة اللواء 19 حشد شعبي (أنصار الله الأوفياء بقيادة عبد الزهرة السويعدي)، ولواء 13 حشد شعبي (الطفوف بقيادة قاسم مصلح) واللواء 18 حشد شعبي (سرايا طليعة الخراساني بقيادة أحمد محسن مهدي الياسري). وتضم قاعدة التنف جنودا أمريكيين واخرين من دول أخرى ضمن التحالف الدولي وقوات مغاوير الثورة، وهي قوات تابعة للمعارضة السورية المسلحة وتتلقى دعما أمريكيا للحرب على تنظيم الدولة.
وفي تفاصيل الهجوم على قاعدة التنف، فان الطائرات المسيرة انطلقت من نقطة تبعد عشرات الكيلومترات إلى الشرق من القاعدة المستهدفة في منطقة التنف عند المثلث العراقي – السوري – الأردني، ويضيف، ان نقطة انطلاق الطائرات المسيرة كانت من داخل الأراضي العراقية على الطريق الدولي الذي يربط بغداد بدمشق عبر منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذ التنف السوري حيث تقع القاعدة المستهدفة. وتبنت مجموعة تسمي نفسها «المقاومة العراقية» الهجوم على القاعدة.
وتقول مصادر مطلعة ان استخدام اسم «المقاومة العراقية» جاء بسبب تعليمات صارمة تشدد على عدم تبني مثل هذه العمليات بأسماء الفصائل المعروفة، والاكتفاء بإصدار بيانات بأسماء جديدة غير معروفة سابقاً وليس لها وجود حقيقي على الأرض، حسب قوله، مؤكدًا ان ذلك يجنب تلك الفصائل رد الفعل الأمريكي.
وجاء في بيان لها، أنه في الساعة 6:00 بتوقيت بغداد نفذت القوة الجوية للمقاومة العراقية هجوماً بسرب من المسيرات الثابتة الجناح المفخخة على القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، استهدف منامات الجيش الامريكي في القاعدة.
وتحدث مصدر ثان لـ«القدس العربي» عن مساع إيرانية لانشاء مواقع عسكرية قريبة من القاعدة لفرض حصار عسكري على المنطقة ومحاصرة نشاطات قوات مغاوير الثورة وجنود التحالف الدولي.
وقال ان منطقة جبل الغراب القريبة من قاعدة التنف في بادية حمص شهدت مؤخرًا تحركات مكثفة للحرس الثوري الإيراني في الأسابيع الأخيرة، مرجحا ان استهداف قاعدة التنف جاء رداً على استهداف طائرات إسرائيل مستودعات لتخزين الأسلحة في أحد المواقع في محافظة طرطوس قبل عدة أيام. ووفقاً لما قاله الإعلامي السوري همام عيسى، فان خمس هجمات استهدفت قاعدة التنف في الشهور الاخيرة.
“القدس العربي”