أعلنت وزارة الداخلية السعودية الأربعاء، ضبط شحنة مخدرات كبتاغون كبيرة مخبأة داخل شحنة بطيخ، كانت بحوزة خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة سوريين ومواطنان سعوديان في العاصمة الرياض، وسط أنباء تشير لرحلة طويلة سلكتها الشحنة انطلاقاً من سوريا.
قبلها بفترة أعلنت السعودية عن إحباط محاولات تهريب مخدرات عديدة، أخفيت في شحنات برتقال ورمان وليمون وحبوب الفول وعلب مشروب «المتة» وغيرها من المواد. وقال المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية الرائد محمد النجيدي، إنه تم «ضبط 765 ألف قرص من مادة الإمفيتامين المخدر في مدينة الرياض، مخبأة داخل شحنة بطيخ». وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف حسب وكالة السعودية أنه جرى إيقاف المتهمين واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة. ورغم تكتم المملكة عن ذكر أي تفاصيل تخص الشحنة، إلا أن مصادر «القدس العربي» رجحت أن تكون الشحنة قد انطلقت من سوريا وعبرت الكويت قبل وصولها المملكة، وهو ما دفع بالسعودية إلى التكتم عن ذكر ذلك تفادياً لتأثيرات ذلك على علاقتها بالكويت.
ووفق المصادر فإن الميليشيات والشبكات المسؤولة عن تصنيع المخدرات في سوريا، باتت تتحاشى تهريب الشحنات عبر الأردن نظراً للتشديد الكبير وإجراءات التفتيش المعقدة من قبل عمّان على الشاحنات السورية المحملة بالخضار والفواكه. ووفق المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، اضطرت الشبكات إلى تحويل خط تهريب المخدرات إلى شرق سوريا مروراُ بالعراق، للوصول إلى الأسواق الخليجية المستهدفة بشكل أساسي.
ولعل ما يدعم ذلك، هو عدم تعفن مادة البطيخ من الداخل، ما يعني أن الشحنة جُهزت في منطقة قريبة من المملكة، ولم تستغرق وقتاً طويلاً في طريق الوصول إلى السعودية. وأشارت المصادر إلى زيادة عمليات إحباط تهريب المخدرات في الكويت، وآخرها إعلان وزارة الداخلية الكويتية في 19أيلول/سبتمبر الجاري، ضبط كمية كبيرة من الحبوب المخدرة بقيمة 10 ملايين دولار تقريباً.
وكانت الكويت قد ضبطت شحنة مخدرات كبيرة في حزيران/يونيو الماضي مخبأة ضمن شحنة بهارات، مصدرها سوريا، وذكرت صحيفة «الرأي» الكويتية عن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية أن الشحنة وصلت من باكستان بعد أن انطلقت من سوريا، وأن «الكمية كبيرة وتم توزيعها على بعض دول الخليج، وكان نصيب الكويت منها 7 ملايين حبة، وهوية أحد المتهمين خليجية والآخر من جنسية عربية (سورية)».
واستدلت المصادر على صحة ذلك، بافتتاح الميلشيات مصانع للحبوب المخدرة (الكبتاغون) في دير الزور مؤخراً، وهي الأنباء التي تحدث عنها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، وعلق أحد المراقبين بقوله: إن «الميليشيات توجهت لدير الزور، لأسباب أهمها الفلتان الأمني وهشاشة حضور أجهزة النظام الأمنية، وأيضاً بسبب مجاورة دير الزور للعراق، توفيراً للتكاليف المترتبة على عملية نقل الحبوب المخدرة».
وحسب المرصد السوري أنشأت الميليشيات 7 مصانع بدائية لتصنيع الحبوب المخدرة في دير الزور، في أحياء القصور والعمال وقرب حديقة المعلمين في مركز مدينة دير الزور، وفي ريف المدينة الشرقي في الميادين والبوكمال. وجلبت الميليشيات المتهمة، وهي «حزب الله» اللبناني و»حزب الله» العراقي و»عصائب أهل الحق» التابعة للحشد الشعبي العراقي، و»الأبدال» التابعة للحشد الشعبي العراقي، و»الدفاع الوطني» و»الفرقة الرابعة» و «جيش العشائر» السورية، جلبت المكابس ومعدات التصنيع من منطقة القصير جنوب غربي حمص، بإشراف خبراء لبنانيين وإيرانيون، على حد قول المرصد.
ولم يتسن لـ«القدس العربي» الحصول على تعليق رسمي من الكويت أو من السعودية. وبالعودة إلى طريق مرور شحنة المخدرات الأخيرة إلى السعودية، لا يستبعد الباحث الاقتصادي السوري يونس الكريم، أن تكون الشحنة قد عبرت الأردن، مضيفاً بقوله: «هي شحنة صغيرة وكانت مخبأة في شحنة بطيخ» وقال الكريم إن الشحنة صغيرة جداً، وقيمة القرص المخدر السوري لا تتجاوز الدولار الأمريكي الواحد.
وباستمرار يعلن الجيش الأردني عن إحباط محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيه، قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري وميليشيات مدعومة إيرانياً في الجنوب السوري. وكذلك السعودية، حيث أعلنت في أواخر آب/أغسطس الماضي أنها ضبطت نحو 47 مليون حبة مخدرة، مشيرة إلى أنها «أكبر محاولة تهريب في عملية واحدة «لهذا النوع من المخدرات منذ سنوات في البلاد، معلنة القبض على 8 أشخاص مشاركين في عملية تهريب الشحنة، بينهم 6 سوريين وباكستانيان».
“القدس العربي”