وكانت اللجنة التنظيمية للقاء الذي سيعقد تحت عنوان “الحرية والعدالة والكرامة” قد دعت السوريين والسوريات في الولايات المتحدة إلى حضور اللقاء الهادف إلى إيجاد مشروع أو تصور وطني للحل السوري، وكتابة مسودات لتقديمها إلى أعضاء الكونغرس الاميركي وإدارة الرئيس جو بايدن.
وأوضحت اللجنة في نص الدعوة التي وصلت الى “المدن” أن اللقاء يبحث في توحيد السوريين الأميركيين عبر إيجاد ساحة عمل وقواسم مشتركة وتوحيد الاجندة في الحل السوري وآليات التأثير (لوبي)، كما أكدت أنه ستتم مناقشة تجربة الإدارة الذاتية، بمشاركة ممثل مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” محمد الشاكر.
ولا يُعد هذا الحراك السياسي الأول من نوعه في الولايات المتحدة، إلا أن القائمين على اللقاء يعتبرون أن ما يميزه عن غيره من المؤتمرات السابقة، هو مشاركة شخصيات “مميزة” من جميع الأطياف السورية، وكذلك انعقاد ورش عمل لمناقشة وضع كل منطقة سيطرة سورية على حدة، كما يقول عضو اللجنة التنظيمية عصام خوري.
ويضيف ل”المدن”، أن سوريا تقريباً تكاد تكون مُقسمة إلى دويلات، ولذلك نريد أن نفهم ونحلل ما يجري بين هذه المناطق، وتشكيل فريق لتوحيد آراء المناطق المحسوبة على المعارضة على الأقل أي منطقة إدلب، ومناطق العمليات العسكرية التركية، ومنطقة “قسد”.
ويُقر خوري باستحالة إنجاز اللقاء التشاوري لكل مهامه، ويردف: “نأمل أن نخرج بتوصيات يمكن البناء عليها لتنفيذ أنشطة بالتعاون مع الإدارة الأميركية والشركاء الدوليين والإقليميين”.
وكانت منظمة “مجموعة ملفات قيصر” قد أعلنت في بيان أنها لن تكون طرفاً في اللقاء التشاوري، وكذلك أكدت شخصيات ذُكر أنها ستشارك في اللقاء، اعتذارها عن عدم الحضور.
وفي هذا الإطار، قال أحد المشاركين في اللقاء ل”المدن”: “يبدو أن اللقاء يستجر الكثير من الغبار، لذلك أنا كنت أنصح بتأجيله بهدف توسيع قاعدة المشاركة بين السوريين كافة وتجاوز الحساسيات، والأهم في كل عمل هو مقدار ما يوحد السوريين بكل تناقضاتهم وعيوبهم، ويجب الابتعاد عن كل ما يفرقهم”.
ورداً على ذلك، يقول عصام خوري إن اللجنة لم توجه الدعوات للمنظمات أساساً، وإنما لأفراد، لأن دعوة المنظمات للحضور تتطلب وقتاً طويلاً، وهذا ينطبق على دعوة “مسد” للمشاركة، أي أن اللجنة دعت شخصيات من مسد للمشاركة بصفتهم الشخصية وليس بصفتهم رسمياً، موضحاً: “قلنا لمسد إن اللقاء سيناقش تجربة الإدارة الذاتية إيجاباً وسلباً، ونطلب حضور بعض الشخصيات من المجلس”.
وأضاف خوري أن الدعوات اقتصرت على السوريين في أميركا لأنهم أقدر من غيرهم على فهم السياسات الأميركية، وكذلك لم توجه الدعوات للسوريين في أوروبا وغيرها لأن اللجنة غير قادرة على تأمين نفقات السفر”.
ومن ضمن الانتقادات التي وجهت للقاء التشاوري أنه يمهد لإجراء حوار سياسي بين المعارضة السورية والنظام، لكن خوري أبدى استغرابه قائلاً: “ليس لدينا خطط للتعامل مع النظام السوري الفاسد والمجرم أبداً، وهدفنا التأكيد على أن هذا النظام غير قابل للتأهيل مجدداً”.
ويُقدم اللقاء التشاوري والدعوة له، من وجهة نظر البعض، دليلاً على أن بعض الأوساط السورية المعارضة لا تزال تراهن على أن من شأن تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو على خلفية أوكرانيا، أن يدفع الولايات المتحدة نحو اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً في الملف السوري، وخاصة لجهة محاولات التطبيع مع النظام.
“المدن”