أجرى مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا إيثان غولدريتش في ولاية عينتاب جنوب تركيا، سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع المعارضة السورية، شملت رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى ورئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس.
تسريع العملية السياسية
وأكد مصدر من الائتلاف المعارض ل”المدن”، أن اللقاء الذي جمع غولدريتش بالمسلط الخميس، جرى خلاله بحث الاستعصاء الحاصل في العملية السياسية الخاصة بسوريا، ومبادرة “خطوة مقابل خطوة” التي طرحها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، إضافة إلى دخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين شمال حلب، والتجاوزات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من قبل الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا.
وأكد المصدر أن المسلط عبّر لغولدريتش عن رفضه لطرح بيدرسن خطوة مقابل خطوة، معيداً الرفض إلى جملة من الأسباب هي عدم وضوح الرؤية والغموض الذي يحيط بالطرح، وعدم وجود جدول زمني وضمانات من أجل تطبيقه، فضلاً عن كونه خروجاً عن قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
كما عبّر المسلط عن رفضه للانتهاكات التي تقوم بها “قسد” في شمال شرق سوريا، والمتمثلة بالقصف الذي يطاول باستمرار المناطق المدنية الخاضعة لإدارة الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف شمال سوريا، إضافة إلى قيامها بفرض التجنيد الإجباري والمناهج التعليمية، وممارستها سياسات إقصائية لمكونات المنطقة بهدف التغيير الديمغرافي، وفق المصدر.
وأكد المصدر أن الاجتماع تطرق إلى دخول تحرير الشام إلى مناطق الجيش الوطني في شمال سوريا، حيث أكد غولدريتش رفض الولايات المتحدة لدخول الفصيل المصنف على قوائم الإرهاب إلى تلك المنطقة، معبراً عن تخوفه من تكرار الأمر مرة جديدة.
من جهته، قال المسلط عقب الاجتماع في تغريدة، إنه بحث مع غولدريتش “ضرورة تفعيل ملف المحاسبة الدولية لجرائم المسؤولين في النظام السوري بحق السوريين، وأهمية دور الولايات المتحدة في دعم وتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا وفق القرارات الدولية”.
وأضاف أنه بحث مع المبعوث الأميركي أهمية إيجاد “ضغط دولي حقيقي من أجل إطلاق سراح المعتقلين الموجودين في سجون النظام السوري، والتعاون الدولي لتخليص سوريا من الإرهاب والميلشيات الطائفية وعصابات المخدرات التي يقودها النظام”، مؤكداً لغولدريتش ضرورة مغادرة روسيا وإيران للأراضي السورية.
تنسيق الجهود الثنائية
وسبق اجتماع المسلط بغولدريتش الذي وصل إلى إسطنبول الثلاثاء، اجتماع للأخير مع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى الأربعاء.
وعن لقاء غولدريتش مع المصطفى، قالت سفارة الولايات المتحدة في سوريا إن الطرفين بحثا التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا.
فيما قالت الحكومة المؤقتة في بيان، إن الحديث خلال الاجتماع “تركز حول الأوضاع السائدة في المناطق المحررة والخدمات التي تقدمها الحكومة السورية المؤقتة وخاصة على الصعيد الصحي والتعليمي والإغاثي والاحتياجات الأساسية للسوريين في الداخل”، إضافة إلى التباحث في آخر تطورات العملية السياسية في سوريا.
وبحسب البيان، فإن المصطفى وصف اللقاء ب”المثمر”، وقال إن الحكومة السورية المؤقتة “أوضحت وجهة نظرها حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في المناطق المحررة”. ولفت المصطفى إلى أنه اتفق مع غولدريتش على أهمية “تعميق التنسيق الثنائي والتعاون المشترك بين الحكومة السورية المؤقتة والخارجية الأميركية والعمل على إجراء لقاءات دورية بهدف تنسيق الجهود”.
“المدن”