أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تحت عنوان “حالة حقوق الإنسان في سوريا” يطالب النظام السوري وتنظيم “داعش” الكف الفوري عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، والسماح بالوصول دون عوائق للجنة التحقيق الخاصة بالبلاد.
وقال بيان صادر عن الجمعية ليل الأربعاء، إن القرار حظي بموافقة 90 دولة، فيما رفضت 14 دولة مشروع القرار، وامتنعت 68 دولة عن التصويت. وتظهر بيانات التصويت على القرار أن النظام وحلفاءه روسيا والصين وإيران رفضوا القرار إلى جانب كل من الجزائر وكوريا الشمالية وأوزبكستان و7 دول أخرى، بينما تصدرت كل من الإمارات ولبنان والعراق وليبيا الدول الممتنعة عن التصويت.
ورحّبت الولايات المتحدة التي تقدمت بالقرار، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنشاء مؤسسة خاصة من أجل معالجة ملف المفقودين في سوريا، مشددةً على أن تكون توصيات القرار تتضمّن بالضرورة “تدابير شاملة ومتمحورة حول الضحايا وعائلاتهم”.
وأوضح مندوبها في الجمعية العامة أن مشروع القرار يدعو الجمعية إلى الاهتمام بالمحتجزين والمفقودين في سوريا في بداية العام المقبل، ويسلط الضوء على الوضع الإنساني في البلاد، وتقديم مساعدات من دون عوائق، إضافة إلى إعادة تفويض آلية المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهراً على الأقل.
ووصف المندوب تظاهر البعض بأن الصراع الممتد في سوريا منذ 11 عاماً قد انتهى “أبعد ما يكون عن الحقيقة”، وقال: “لا يزال استخدام الأسلحة الكيماوية والقصف والقتل خارج نطاق القضاء، إضافة إلى التعذيب والاختفاء القسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي مستمراً في سوريا”.
من جهته، وصف ممثل النظام السوري في الجمعية نص القرار ب”المثير للسخرية”، كونه حسب قوله جاء من الولايات المتحدة التي اتهمها ب”احتلال الأراضي السورية وقصف بنيتها التحتية ومنع الشعب السوري من الوصول إلى احتياجاته الأساسية”، معتبراً أن القرار” مُسيس وبعيد عن الواقع ويقوض جهود السلام” التي يبذلها النظام السوري.
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا باولو بينيرو إن الآلية تندرج في السياق الإنساني، لافتاً إلى ضرورة عدم الخلط بين المساءلة الجنائية ومسار العدالة. وأكد أن الآلية مستقلة بشكل كامل عن النظام السوري، ولا يتطلب تنفيذها موافقته، معرباً عن أمله بتوصل الآلية بعد بداية عملها إلى إجراء “نوع من الحوار” مع النظام السوري، للحصول على معلومات عن المفقودين يملكها النظام.
“المدن”