كشفت وسائل إعلام عبرية عن طلب روسيا من إسرائيل عدم عرقلة عمليات الجيش الروسي المتعلقة بنقل منظومات دفاعية روسية من الأراضي السورية، وخاصة منظومات اعتراض الصواريخ، إلى ميادين القتال في أوكرانيا، في حين لم يُعلق الكرملين رسمياً على هذه الأنباء، وفق مصادر “القدس العربي” من موسكو.
وكانت قناة “كان 11” الحكومية قد أكدت الأحد أن الأيام الماضية شهدت اتصالات بين مسؤولين روس رفيعي المستوى، ومسؤولين إسرائيليين في هذا الخصوص. وتؤكد هذه الأنباء في حال صحتها، المعلومات السابقة حول قيام روسيا بسحب جانب من منظوماتها الدفاعية الجوية من سوريا إلى أوكرانيا.
الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، لم يستبعد أن تكون الأنباء التي تحدثت عنها قناة “كان 11″ مجرد تخمينات إعلامية، مرجعاً ذلك إلى عدم خروج أي تصريح روسي رسمي يؤكد أن موسكو طلبت من تل أبيب عدم عرقلة نقل المنظومات الروسية من سوريا. وقال لـ”القدس العربي” إن “الطلب الروسي – إن كان فعلاً – فهو يتعلق بحصول روسيا على ضمانات بعدم قيام إسرائيل بأي عمليات قصف في سوريا قد تعرض القواعد الروسية لأي خطر”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن روسيا سحبت أنظمة دفاع جوية رئيسية وبعض القوات من سوريا لتعزيز حربها في أوكرانيا، موضحة أن ذلك “قد يغير حسابات إسرائيل بشأن ضرباتها في سوريا أو تسليح أوكرانيا”. كذلك، أكدت وكالة “رويترز” نقلاً عن شركة إسرائيلية متخصصة في التقاط صور بالأقمار الصناعية أن روسيا نقلت بطارية صواريخ إس-300 المضادة للطائرات من سوريا إلى ميناء روسي بالقرب من شبه جزيرة القرم، في محاولة على ما يبدو لتعزيز دفاعاتها الجوية في الحرب مع أوكرانيا. وزودت روسيا قوات النظام السوري بمنظومات متطورة لاعتراض الصواريخ، كما نشرت في مراكز انتشار قواتها في سورية منظومات أخرى أكثر تطوراً، لتعزيز تسليح قوات النظام السوري، وذلك منذ تدخلها العسكري المباشر في سوريا في أواخر العام 2015.
لكن يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد بدل في أولويات موسكو، حيث تريد الأخيرة تعزيز قواتها التي تتعرض للاستنزاف في المعارك التي تخوضها ضد الجيش الأوكراني. وفي هذا الجانب، يرى الكاتب طه عبد الواحد، أن الظروف العسكرية في سوريا تساعد روسيا حالياً على نقل المنظومات إلى أوكرانيا، حيث لا توجد حاجة كبيرة لتلك المنظومات مع ابتعاد خطوط القتال عن أماكن الانتشار الروسي في سوريا.
وأضاف: “ربما يعود القرار إلى الحاجة الروسية لاستخدام هذه المنظومات للتصدي لقصف القوات الأوكرانية مناطق في المقاطعات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا”. ويؤكد مدير مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية” العميد عبد الله الأسعد، أن روسيا بدأت فعلاً بنقل منظومات الدفاع الجوي من سوريا إلى أوكرانيا، لأن المقرات العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا بعيدة عن الجبهات، وتحديداً قاعدة حميميم في الساحل السوري التي نشرت فيها روسيا منظومة دفاع “أس-400″.
ويضيف لـ”القدس العربي” أن الأجواء السورية لا تسجل أي تحليق لطائرات معادية للروس، أو يمكن أن تشكل أي درجة خطر على الجنود والقواعد، وقال إن “الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في الأجواء السورية تنسق مع الروس، وبالتالي لا تحتاج روسيا إلى أنظمة دفاعية جوية في سوريا” أما في أوكرانيا، فالوضع يختلف، حسب الأسعد، الذي أشار إلى كثرة التهديدات للجيش الروسي من المسيرات والمقاتلات الأوكرانية، ويقول: “هذا ما دفع بالروس إلى سحب منظوماتها الدفاعية الجوية من سوريا بعد أن نشرتها سابقاً في إطار التحسب والاحتياط”.
“القدس العربي”