لا يزال مسلسل الدم الاحتلالي مستمرا بينما الرئيس الاسرائيلي يتنقل بين البحرين والإمارات لتعزيز العلاقات. فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب برصاص الاحتلال الحي في الصدر خلال مواجهات في مخيم الدهيشة في بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد الشاب عمر يوسف مناع (22 عاما) وإصابة 6 آخرين خلال المواجهات في مخيم الدهيشة. وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي الإضراب الشامل في محافظة بيت لحم. ويشارك في الإضراب اتحاد المعلمين ويشمل مدارس محافظة بيت لحم الخاصة والحكومية كافة.
ونعت الجبهة الشعبيّة الشهيد مناع، مؤكدة أنه «كان من الذين يتقدّمون الصفوف دائمًا للتصدّي لجرائم الاحتلال بحق المخيّم». وشدّدت على أنّ استمرار تحريض الاحتلال وتهديد أعضائها في مخيّم الدهيشة يأتي في سياق الهجمة المسعورة التي يشنّها الاحتلال على الجبهة الشعبيّة في الضفة المحتلة منذ سنواتٍ طويلة، مُؤكدةً أنّ هذا «التحريض والتهديد والملاحقة المستمرة لن تكسر إرادة أعضائها ومناضلي شعبنا في المخيم الذين يضربون على الدوام دروسا في الشجاعة والتصدّي البطولي لجرائم الاحتلال».
ولم تتوقف الاعتداءات عند حد القتل بل تجاوزتها إلى هدم البيوت والاعتداء على المقدسات وحتى المساجد. فقد هدم جيش الاحتلال مسجدا غرب مدينة دورا جنوب الخليل جنوب الضفة.
وعلى الصعيد السياسي وعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الليلة قبل الماضية، بمواصلة معارضة الاستيطان أو ضم الأراضي في الضفة، لكنه أكد أنه سيحكم على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقبلة حسب أعمالها وليس حسب الشخصيات فيها من اليمين المتطرف.
وقال بلينكن أمام منظمة «جاي ستريت» (J Street) وهي مجموعة ضغط أمريكية يسارية مساندة لإسرائيل، حسب ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، «سنواصل أيضا معارضة لا لبس فيها لأي أعمال تقوض آفاق حل الدولتين بما يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، توسيع المستوطنات أو خطوات في اتجاه ضم أراض أو تغيير الوضع التاريخي القائم للمواقع المقدسة وعمليات الهدم والإخلاء والتحريض على العنف».
لكنه لم ينس التأكيد على العلاقة التي لا تنكسر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، واعدا بأن يستمر الدعم غير المعهود لإسرائيل الذي تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، بما في ذلك أكثر من أربعة مليارات دولار من الدعم السنوي.
وتحدث عن الدعم الاقتصادي وتحسين أوضاع الفلسطينيين. وقال: «اليوم لا يتمتع الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي) بمعايير متساوية، ونعمل على تحسين ذلك عبر 800 مليون دولار دعما للفلسطينيين خلال العامين الماضيين، وسنعمل على تحسين حياتهم»، داعيا السلطة الفلسطينية للإصلاح «كون أن ذلك سيكون في خدمة الشعب الفلسطيني».
“القدس العربي”