بعد نحو 5 شهور على تفشي الوباء، دخلت الخميس، أول دفعة من لقاح الكوليرا إلى شمال غربي سوريا، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
مدير الرابطة الطبية للمغتربين السوريين «ٍسيما» في إدلب الدكتور واصل الجرك أكد لـ”القدس العربي” وصول نحو مليون و700 ألف جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية إلى منطقة إدلب والأرياف القريبة منها شمال غربي سوريا.
وقال “سيبدأ تطبيق الجرعات بداية في مناطق معينة محدودة ذات الخطورة العالية في كل من عزاز والدانا، وسرمدا، وقد وصلت اللقاحات الآن إلى المستودعات وبدأت التحضيرات لإطلاق حملة لقاح ضد الكوليرا من خلال الزيارات المنزلية وتلقيح كل الفئات المستهدفة في الأسرة.
وتوقع المصدر الطبي إطلاق حملة اللقاح الشهر المقبل، لافتاً إلى أن إصابات الكوليرا يتراوح بين 400 إلى 500 إصابة يومياً، وقال الجرك “مازال الوضع الصحي شمال غرب سوريا هشاً بسبب عدم استقرار التمويل، والتحديات المتعددة المتعلقة بأعداد الكوادر الطبية والتجهيزات ونظام الترصد والإبلاغ، ومكونات برنامج الرعاية الصحية الذي يصل إلى كل منزل وكل أسرة وهو خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع”.
كما تحدث عن تحديات أخرى تتعلق بالتمويل وتأهيل وتدريب الكوادر الطبية وتحديات تتعلق بنوعية وجودة الخدمات المقدمة من الرعاية الصحية الأولية من الناحيتين العمودية “شمولية الخدمات” وأفقيتها أي وصولها إلى كل المناطق وكل الأسر في المجتمع.
مديرية “صحة إدلب” أعلنت دخول أول قافلة للقاحات الكوليرا مقدمة من منظمة اليونيسف والتحالف العالمي للقاحات GAVI. وقالت المديرية قبل يومين إن القافلة التي ستدخل إلى الشمال السوري، تتكون من 1.702.000 جرعة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا من نوع “إيفيكول”، وهو لقاح آمن وفعال ويستخدم في معظم دول العالم. مشيرة إلى أنها تحضر لإطلاق حملة تطعيم جوالة ضد المرض، تستهدف الأشخاص من عمر سنة فما فوق في مناطق سرمدا والدانا وأطمة ومعرتمصرين بريف إدلب وناحية أعزاز بريف حلب كون هذه المناطق مكتظة بالمخيمات.
ولفتت إلى تسجيل أكثر من 37500 إصابة مشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا، لغاية 14 كانون الثاني 2023، منها حوالي 6000 حالة خلال الشهر الحالي فقطز
وطالبت الوكالات الدولية والمنظمات الإنسانية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم للمؤسسات الصحية في المنطقة، والعمل على احتواء الأمراض المنتشرة والحد من انتشارها.
وأمس أعلنت الأمم المتحدة تسجيل 77 ألف حالة مشتبه بإصابتها، ووفاة 100 شخص، بسبب تفشي الكوليرا في أنحاء سوريا منذ الصيف الماضي، بينما تزداد المعاناة بين سكان المخيمات في شمال البلاد. وأفادت “منظمة الصحة العالمية” و”مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)” أن 100 شخص توفوا نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في سوريا، منذ إعلان تفشي المرض في أغسطس/آب الماضي.
“القدس العربي”