هزت الاحتجاجات إيران من جديد، بعد تباطؤ في وتيرتها خلال الأسابيع الماضية، ودعا متظاهرون إلى “الإطاحة بالجمهورية الإسلامية”، حسبما سُمع في تسجيلات فيديو نشرت على الإنترنت الجمعة.
وسار متظاهرون في شوارع مدن ايرانية مساء الخميس، في تظاهرات هي الأوسع منذ أسابيع.
وتأتي المظاهرات بمناسبة مرور 40 يوماً على إعدام إيران رجلين بتهم تتعلق بالاحتجاجات التي اجتاحت إيران في أيلول/سبتمبر 2022، بعد مقتل الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها في طهران من قبل “شرطة الأخلاق”، وتظهر الغضب المستمر في البلاد.
ومنذ ذلك الحين، تحوّلت الاحتجاجات إلى أحد أخطر التحديات التي تواجهها طهران منذ ثورة 1979. ولفتت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، إلى أن تسجيلات مصوّرة أظهرت مظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران، وكذلك في مدن أراك وأصفهان وإيزيه في محافظة خوزستان وكرج.
وأظهر مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان “هينغاو” ومقرها النرويج، قطع طرق في سنندج، وسمع في الفيديو هتافات “الموت لخامنئي”.
فيما أظهر مقطع آخر من وسط مدينة أراك، مجموعة من الناس يسيرون على الرصيف وهم يهتفون: “حان الوقت لخلع عمامة القائد”.
وأشارت وكالة “رويترز” إلى مقطع فيديو نشر على الإنترنت، يقال إنه من مدينة مشهد في الشمال الشرقي، يتضمن متظاهرين يهتفون: “أخي الشهيد، سننتقم لدمائك”. وأشارت الوكالة إنه لم يتسنّ لها التحقق من صحة المقاطع المسجلة.
ووجهت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من أسبوع، دعوات للاحتجاج في 16 شباط/فبراير للحفاظ على زخم الاحتجاجات.
وأعدم محمد مهدي كرامي ومحمد حسيني في 8 كانون الثاني/يناير. وأعدم شخصان آخران في كانون الأول/ديسمبر 2022.
وكانت منظمة العفو الدولية أدانت محاكماتهم السريعة ووصفتها بأنها “صورية” و”غير عادلة بشكل فادح”.
وفي حين بدا أنّ وتيرة التظاهرات قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة، بسبب عمليات الإعدام أو القمع، إلا أن أعمال العصيان المدني استمرت بشكل متفرق.
وترددت أصداء الهتافات الليلية المناهضة للنظام في أحياء طهران والمدن الأخرى. ويرسم بعض الشبان خلال الليل كتابات تندد بالجمهورية أو يحرقون لوحات إعلانية أو لافتات مؤيدة للحكومة على الطرق السريعة الرئيسية.
ولم تعترف وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية على الفور بالمظاهرات التي، منذ بدايتها، قُتل فيها ما لا يقل عن 529 شخصاً، وفقاً لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، واعتقلت السلطات أكثر من 19700 آخرين، وسط حملة قمع للمعارضة.
“المدن”