مؤتمر منظمة فرنسا لحزب الشعب الديمقراطي السوري
عقدت منظمة فرنسا لحزب الشعب الديمقراطي السوري مؤتمرها السنوي يوم 4-2-2023، بحضور وفد من الأمانة المركزية، ووفد من لجنة المهجر، ومجموعة من الصديقات والأصدقاء.
افتُتح المؤتمر بالترحيب بالضيوف والحاضرين، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء
الثورة السورية.
تلا ذلك كلمات من قِبل الضيوف، تحيي المؤتمر، وتتحدث عن الوضع السوري وضرورة العمل على إنجاز أهداف الثورة السورية.
فألقى كلمة وفد الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري الرفيق طلال أبو دان، حيّا من خلالها المؤتمرِين وجهودهم، وتحدث عن ضرورة توسيع النشاط بين السوريين والعرب، بالإضافة لأهمّية إقامة علاقات وروابط بيننا-السوريين- وبين المجتمعات التي نعيش فيها؛ لنقل صورة أوضح عمّا يجري في سورية، وتعريفهم بخطنا السياسي ومواقف حزبنا في مختلف مراحل تطوّر القضية الوطنية السورية.
ثم تحدث باسم أمانة لجنة المهجر لحزب الشعب الديمقراطي السوري الرفيق أمجد فخري معبّراً عن أمنيات لجنة المهجر بنجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه السياسية والتنظيمية، وحثّ المؤتمرين على العمل لتوسيع دائرة مشاركاتهم في العمل الوطني، والتوجّه أكثر للتشبيك مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مجتمعاتنا الجديدة، كسراً لحالة الإحباط التي تخيّم على العمل السياسي والتنظيمي، ودعا أن تكون مؤتمرات الفرعيات ساحة للحوار الديمقراطي البنّاء، ورأى في التفاعل مع الاستحقاقات التنظيمية دليل حيوية وتطوّر.
بعد ذلك ألقى الدكتور حسام الحميد الكلمة التالية:
السيد رئيس المؤتمر الموقر.. السادة أعضاء المؤتمر الأعزاء، السادة الضيوف الكرام
تحية طيبة وبعد
يسعدني ويشرفني أن أكون ضيفاً على هذا المؤتمر وأتوجه بالشكر للسيد رئيس لجنة المهجر على هذه الدعوة الكريمة
أولاً أود أن أتمنى لكم النجاح في عقد هذا المؤتمر وكلي أمل أن يخرج هذا المؤتمر ببرنامج عمل يسهم في توسيع دائرة المشاركة من أعضاء الحزب المقيمين في بلاد المهجر في نشاطات الحزب ورفده بدماء جديدة وتحقيق رؤية الحزب في بناء سوريا حرة ديمقراطية وكما أتمنى أن يسهم مؤتمركم هذا في إيصال رؤية الحزب بشكل موسع الى المجتمع الدولي وخصوصاً الاتحاد الأوربي كون هذه المنظمة في فرنسا ولأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا في قادم الأيام فيما يخص القضية السورية كما أتمنى أن يوفق المؤتمر في انجاز خطة عمل لتفعيل دور الحزب في المحافل الدولية ويكون مؤتمر لجنة فرنسا بداية موفقة لدفع باقي منظمات المهجر في دول العالم لتحذوا حذوه وهذا الإنجاز أن تم سوف يعزز بشكل كبير في تقوية دور لجنة المهجر لتفعيل عملها أكثر من خلال لجانها في باقي دول العالم لتقوم بالدور المرجو منها في تطوير أليات عمل التواصل مع الدول الغربية والأحزاب الديمقراطية والمنظمات الدولية للوصول إلى حل للقضية السورية عبر قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأن تكون لجنة المهجر خير من يوصل صوت السوريين في الداخل وأنا هنا أحمل لهذا المؤتمر الكريم رسالة من أبناء الداخل وتحديداً من الحراك الشعبي في محافظة دير الزور يطلبون منكم ويحثونكم على العمل على مطالبة المجتمع الدولي والتحالف الدولي وعلى رأسه فرنسا والولايات المتحدة للتدخل في مساعدة أهالي المنطقة للتخلص من عصابات قسد والب ك ك التي تنهب خيرات البلد وهم بهذه الرسالة يوجهون لكم نداءً عاجلاً لمساعدة هذا الحراك ودعمه في المحافل الدولية لتحقيق مطالبه في استعادة إدارة المنطقة لأهلها أما في الجانب الإعلامي (كوني عضو في مكتب الاعلام) فأني أتمنى أن يؤخذ هذا المؤتمر المبادرة للعمل على تطوير الجانب الإعلامي في الحزب أكثر من خلال تكثيف المشاركة في وسائل الحزب الإعلامية ودعوة الأخرين للمشاركة في النشاطات الإعلامية التي تسهم في تقديم صورة إعلامية مميزة عن الحزب ودوره في الثورة السورية كما يمكن لهذا المؤتمر أن يساهم بشكل كبير في توجيه الدعوات لمشاركة الفاعلين في الاتحاد الأوربي في وسائل اعلام الحزب وكما أحث مؤتمركم الكريم على تكثيف العمل باتجاه المشاركة في الاجتماعات واللقاءات مع البرلمانيين الأوربيين وتحقيق موقف متقدم لصالح القضية السورية
تحية لكم جميعاً وأتمنى لكم النجاح والتوفيق
ثم ألقى الأستاذ حسن النيفي الكلمة التالية:
الصديقات والأصدقاء الأعزاء في حزب الشعب الديمقراطي السوري
تحية طيبة وبعد :
شكراً لدعوتكم الطيبة لحضور افتتاح مؤتمركم، وأنا سعيد جداً بوجودي بينكم لا شك أن مبادرتكم لانعقاد المؤتمر في هذه الظروف تجسّد إحساساً كبيراً بالمسؤولية حيال قضيتنا السورية، ولعل هذه المسؤولية توجب علينا جميعاً، وليس على حزب الشعب وحده، الخروج من السياقات التقليدية للاجتماعات والندوات التي لم تعد تلبي تطلعات معظم السوريين، فما يتوجب علينا فعله هو إيجاد مقاربات جديدة يمكن لها أن تسهم في رؤية الحقائق والوقائع كما هي ، وليس كما توقر في الأذهان طيلة ما مضى، وفي هذا السياق أريد الإشارة بإيجاز شديد إلى ثلاث مسائل: تتمثّل الأولى في قدرة السوريين على كسر جميع الرهانات التي كانت معقودة على اندثار ثورتهم، فالثورة ففكرة الثورة وروحها تحضران بقوّة، ليس من خلال أمنيات وأفكار رغبوية فحسب، بل من خلال تجليات مختلفة لعل أبرزها وأشدها حضوراً موجات التظاهر والاحتجاج في عموم سورية ( درعا والسويداء ومدن وبلدات الشمال السوري)، ولعل استمرار المظاهرات وتحدّيها لسلطات الأمر الواقع بمختلف توجهاتها يؤكّد أن الرهان على موت الثورة وعودة الأسد ما هو إلا أضغاث أحلام في رؤوس المرجفين. وتتمثل الثانية بوجوب الخروج من الأطر والمسارات السياسية المفروضة علينا، باعتبارها لم تنبثق من فهم صحيح لجوهر القضية السورية، فالمعارضات السورية التي تتصدر المشهد والتي وصفت نظام الأسد بأنه ( استبدادي )، وبالتالي جاء ردّ المجتمع الدولي على تشخيص المعارضة متمثلاً بالقرارات الدولية ( جنيف1 – 2118 – 2254 ) والتي تجمع كلها على أن الحل الأمثل يكمن في عملية تفاوضية بين النظام والمعارضة ( تقاسم السلطة)، وهذا ما لم يتحقق، ليس بسبب تعنّت نظام الأسد وعدم تفاعله مع العملية التفاوضية كما هو شائع، بل لأن ماهية نظام الأسد وطبيعة تركيبة نظامه لا تسمح بذلك، وبالتالي يمكن لنا التأكيد على أن القرارات الدولية ما هي إلا وصفة خاطئة لتشخيص خاطئ. وباعتقادي أن نظام الأسد ليس استبداديا، بل الاستبداد هو أحد صفاته، ولعلها الصفة الأقل قذارة، وإنما الصحيح كما أعتقد أنه نظام ( إبادي)، وبناء عليه فإن الصراع بين الشعب السوري والأسد ليس صراعاً سياسياً من أجل التحاصص في السلطة، وإنما هو صراع وجودي، وعلى جميع القوى الوطنية الثورية في سورية أن تسعى ليس لإزالة النظام فحسب بل لمحاكمته باعتباره مجرم بحق الإنسانية. هل هذا يعني أنه يتوجب علينا رفض القرارات الأممية؟ لا أبدا ، وإنما يتوجب علينا البحث عن استراتيجيات جديدة للمقاومة ( حقوقية – حراك شعبي – إعلامية ……) وعدم التعويل على الحلول الأممية التي لن تأتي بطائل. وتتمثل المسألة الثالثة بالخذلان الذي ما تزال تمارسه النخب السورية والقوى السياسية بحق الشعب السوري، وذلك من خلال خطاب سياسي وثقافوي يتماهى مع الهزيمة ويعزز الإحباط والقنوط، كالترويج لمقولات من مثل: ( القضية السورية خرجت من أيدي السوريين وأصبحت بيد المجتمع الدولي، ولا جدوى أو طائل من أي حراك ثوري – لم يبق أي دور للشعب السوري في إدارة قضيته – الشعب السوري يفتقد إلى الروح الوطنية الجامعة وبالتالي هو منقسم قوميا وطائفيا ، إلى آخر ما هنالك من منتج نخبوي رث ) وفي كل مرة كان الشعب السوري الثائر يفنّد ويكذّب كل تخرّصات النخب وصخبها، بل ويفضح عجزها، ولا أدل على ذلك من انتفاضة الشمال السوري برمته مندّدا بالاستدارة التركية تجاه الأسد، ورافضاً بالمطلق أي مشروع مصالحة مع الأسد، وكذلك مظاهرات أهلنا في السويداء ودرعا وعدم قدرة قوات النظام حتى الآن على السيطرة على الحراك في تلك المدن. دعونا نؤكّد أن القوى السياسية والنخب فشلت في القدرة على استلهام الحراك الجماهيري كمنجز ثوري، ولم تستطع تحويله إلى مكاسب سياسية، وهنا بالذات نقطة عجزها وضعفها، فهل يوجب هذا علينا إعادة النظر والتفكير بجدية من أجل إيجاد وسائل نضالية جديدة تفضي إلى تماهي أحزابنا مع الحراك الثوري السوري كما هو في الشارع؟
راجياً لمؤتمركم التوفيق والسداد
ثم نوقشت التقارير ( السياسي- التنظيمي- النشاطات- المالي ) وتمّ إقرارها والتأكيد على ضرورة
تطوير العمل التنظيمي وزيادة العمل على التواصل السياسي مع القوى والأحزاب والمنظمات الفرنسية، والمشاركة في النشاطات المختلفة مع القوى الوطنية السورية أو العربية أو الصديقة لقضيتنا، وإبراز اسم الحزب فيها.
واختُتم المؤتمر بعد 3ساعات بنقاش سياسي عام حول المستجدّات في الساحة السورية والإقليمية
والدولية. بعد التوافق على لجنة جديدة تقود العمل في منظمة فرنسا، للعام القادم.