طغى الحديث حول مادة البصل على وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا، وذلك بعد ندرته في الأسواق، وبيعه بكميات قليلة من حكومة النظام للسوريين على البطاقة الذكية (مخصصات شهرية). وكانت وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام قد ضمت البصل إلى البطاقة الذكية، معتبرة أن الخطوة تأتي في إطار “منع الفساد وبيعه للتجار والتحكم في كمياته في الأسواق من جديد” محددة سعر الكيلوغرام الواحد منه بـ6 آلاف ليرة سورية.
وتحول البصل إلى مادة للتندر عقب ارتفاع أسعاره في الأسواق، بحيث بات يباع بأسعار خيالية تتجاوز الـ20 ألف ليرة سورية، رغم أن المعروف عن هذا الصنف أنه يعد من أرخص أصناف الخضار التي تنتج محلياً. وحمل عدد كبير من السوريين النظام السوري مسؤولية عدم توفر المادة، بسبب تراجع الدعم للمزارعين، ورفع أسعار الأسمدة والمحروقات. وأبعد من ذلك اتهموا حكومة النظام بتسهيل تصدير البصل المنتج محلياً، إلى الحد الذي فقدت فيه المادة من الأسواق المحلية، ما اضطر في الحكومة إلى استيراد كميات منه من مصر وغيرها.
وقال وزير الزراعة في حكومة النظام حسان قطنا، أمس، إن أزمة البصل بسبب تراجع الإنتاج المحلي لهذا الموسم، حيث لم يزد عن 42 ألف طن، وأن الصادرات فقط 118 طناً، ومن ثم تم إيقاف التصدير. وخصصت الحكومة كمية كيلوغرام واحد لكل عائلة أسبوعياً بالسعر المدعوم، وهو ما أثار انتقادات في الشارع، حيث يعد البصل من المواد الأكثر استخداماً في المطبخ السوري. ولم تعد الطوابير في سوريا مقتصرة على المحروقات والغاز والخبز، وهو ما اعتاد عليه السوريون منذ العام 2011، حيث انضمت مواد أخرى إلى قائمة المواد التي يحتاج الحصول عليها الوقوف في طوابير، مثل المتة والبصل مؤخراً.
وأظهرت صور من دمشق طوابير السوريين أمام صالات المؤسسة السورية للتجارة، وهم ينتظرون دورهم للحصول على كيلوغرام من البصل بالسعر المدعوم، بعد وصول شحنات الاستيراد من جمهورية مصر. وقالت منصة “INT” الإخبارية، إن السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري يعيشون أزمات معيشية متلاحقة، فبعد طوابير الغاز والبنزين والخبز والسكر والمتة بدأت طوابير البصل بالظهور بعد اختفائه من الأسواق.
وكتبت المدونة السورية، نور محمد علي على “فيسبوك”: “كيلو بصل واحد في الأسبوع لكل عائلة لضمان وصوله لأكبر عدد من العائلات، هذا حال سوريا المحتلة اليوم من قبل عصابة الأسد الإرهابية، بصلتنا عزتنا”، في سخرية منها لحملة “ليرتنا عزتنا” التي يطلقها النظام من وقت لآخر لدعم الليرة السورية التي وصل سعر صرفها إلى أرقام قياسية أمام الدولار الأمريكي.
وتداول سوريون عبارة “الأمل في البصل” في سخرية من شعار “الأمل بالعمل” الذي اختاره رئيس النظام بشار الأسد لحملته الانتخابية الرئاسية في العام 2021. وكتب المدون السوري سيمون برخو “بالأول كان الأمل في العمل، وحالياً صار الأمل بالبصل”، ورد آخر ” “الأمل بالبصل، ونظراً للإقبال الكبير من الإخوة المواطنين على شراء البصل، فسوف تصبح الحصة الأسبوعية لكل بطاقة 2 كيلو، هاد اسمو عمل وبصل”. من جانبه، استعرض موقع “آريبيان بزنس” النكات الشائعة التي يتبادلها السوريون عبر فيسبوك، ومنها نكتة أسعار البصل في بورصة العملات “الذهب، الدولار، اليورو، والبصل”. في المقابل دافع البعض عن حكومة النظام السوري، وأكدوا أن أزمة البصل اليوم ليست حكراً على سوريا، حيث تعاني العديد من دول المنطقة وخاصة العربية منها من ارتفاع سعره، بسبب الحرب في أوكرانيا بشكل رئيسي.
“القدس العربي”