كشف قائد القوات الجوية المشتركة في القيادة المركزية الأميركية أن طائرات عسكرية روسية حلقت فوق قاعدة عسكرية أميركية جنوبي سوريا 24 مرة خلال آذار/ مارس، مضيفاً أن هذا التحليق المتكرر “ينتهك اتفاقاً عمره 4 سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يهدد بتصعيد الوضع”.
وأوضح اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، أن أحدث تحليق روسي فوق قاعدة التنف القريبة من حدود سوريا مع الأردن والعراق حدث الأربعاء.
وأضاف أن الطائرات الحربية الروسية تحلق على بعد ميل واحد من القوات الأميركية الموجودة داخل قاعدة التنف، واصفاً الوضع بغير المريح.
ومن بين الطائرات المشاركة في عمليات التحليق مقاتلات “سوخوي-34″، وتحمل بعض الطائرات صواريخ جو-جو وبعضها الآخر يحمل صواريخ جو-أرض، كذلك يحمل بعضها قنابل حرارية وأخرى موجهة بالرادار.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن الطائرات الروسية لم تنتهك المجال الجوي لقاعدة التنف في شباط/فبراير، في حين بلغ عدد مرات الانتهاك 14 مرة في كانون الثاني/يناير 2023. وأضاف “إنها زيادة كبيرة”. وأردف أنه بهذا المعدل سيصبح العدد ضعف ما كان عليه في الماضي.
ويأتي هذا الكشف في أعقاب حادثة فوق البحر الأسود الأسبوع الماضي، حيث حلقت طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز “سو-27” قرب طائرة أميركية بدون طيار من طراز “إم كيو-9 ريبير”، وألقتا الوقود على الطائرة المسيرة واصطدمت إحداهما في النهاية، مما أجبر الولايات المتحدة على إسقاط الطائرة في المياه، بحسب البنتاغون.
وقال غرينكويتش إنه لا يعتقد أن لدى الروس أي حافز لاستخدام الأسلحة ضد الجيش الأميركي في سوريا، “لكن التحليق يزيد فقط من خطر سوء التقدير، وبالنظر إلى أشياء مثل حادثة (إم كيو-9) في البحر الأسود ، فهذا ليس نوع السلوك الذي كنت أتوقعه من قوة جوية محترفة”.
واستخدم الجيش الأميركي خط الهاتف المخصص لمنع الاحتكاك الذي يتقاسمه مع الروس للاحتجاج على عمليات التحليق، لكن ذلك لم يغير السلوك الروسي. وبدلاً من ذلك، قال غرينكويتش، إن الروس أبلغوا الأميركيين خلال المكالمات إنهم لا يعترفون بكل المجال الجوي فوق التنف.
وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا في العام 2019 على تدابير لمنع وقوع حوادث جوية بين قواتهما فوق الأراضي السورية. واتفق الجانبان على أن التحليق المباشر فوق مواقع كل منهما على الأرض، خاصة مع الطائرات المسلحة، أمر غير مقبول.
“المدن”