بعد حلوله في الجزائر ولقائه مع نظيره فيها، تستعد تونس لاستقبال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد الذي سيصل اليوم في زيارة عمل لها، بدعوة من نظيره التونسي، ويأتي ذلك في سياق سياسة التطبيع مع دمشق التي ينتهجها العديد من الدول العربية.
يجري ذلك بينما تسير حكومة حزب العدالة والتنمية التركية بخطى ثابتة نحو الانفتاح على النظام السوري.
وكشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن عن ثلاث أولويات أساسية طرحها على النظام السوري لاستكمال مسار تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وقال كالن في حديث لقناة (TV100) التركية، إن الأولويات الثلاث تتمثل في: ضمان أمن الحدود التركية ومكافحة “الإرهاب”، والعودة الآمنة للاجئين السوريين، وإجراء عملية سياسية لحل الأزمة في سوريا.
بموازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية التونسية إن فيصل المقداد سيصل إلى تونس اليوم في زيارة رسمية، بدعوة من نظيره التونسي.
وكان المقداد حلّ في الجزائر في زيارة “للتشاور السياسي بين البلدين”، في وقت نقلت مصادر إعلامية ترقب السلطات الجزائرية للموقف السعودي الأخير في موضوع عودة سوريا للجامعة العربية.
وتعتبر زيارة المقداد للجزائر الثانية من نوعها في ظرف سنة، يجري خلالها محادثات ولقاء مع وزير الخارجية الجزائري الجديد أحمد عطاف ولقاء مع الرئيس عبد المجيد تبون الذي سلمه المقداد رسالة من نظيره السوري بشار الأسد.
وفي تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل عطاف في مطار هواري بومدين الدولي، قال المقداد: “إن لدى الجزائر رمزية خاصة لدى الشعب السوري ولدى كل شعوب العالم”،
وترتبط الجزائر بعلاقات طبيعية مع السلطات في دمشق، حيث كانت من الدول القلائل التي رفضت قطع تواصلها الدبلوماسي مع النظام السوري، وبقيت المكالمات بين الرئيسين والزيارات على مستوى وزراء الخارجية قائمة.
وتبدو الجزائر بعد الإعلان عن اجتماع جدة الذي جمع 9 دول عربية لغرض بحث المسألة السورية، مستغربة من الموقف السعودي واعتبرت أنه لا يراعي كون الجزائر لا تزال إلى غاية الآن الرئيسة الفعلية للقمة العربية. ونقل موقع “كل شيء عن الجزائر” الناطق بالفرنسية عن مصادر دبلوماسية جزائرية قولها إن “الموقف السعودي غير مفهوم”، وهو “يتصرف كما لو أن السعودية هي الرئيس الحالي للجامعة العربية”.
“القدس العربي”