لجنة المهجر
في حزب الشعب الديمقراطي السوري
بيــــــــان
لنجدّد العزم على الخلاص في ذكرى الجلاء 77 –
مازال الشعب السوري بعد 77 سنة من النضالات والتضحيات الكبيرة التي أجهضت أحلام المستعمر بتمديد إقامته واستمراره، وأثمرت جلاءً اعتزّ به الآباء وتفخر به الأجيال، يبذل الغالي والنفيس لامتلاك حرّيّته وإمساكه زمام أمره في إقامة وطن حرّ مستقلّ مدني ديمقراطي.
إن استذكار الجلاء 1946 اليوم، وبعد 12 سنة من الثورة المجيدة 2011، لا يمكن إلا أن يدعونا للتمسّك أكثر بنبل الهدف وجلال وعظمة التضحيات في سبيله، بعد كلّ ما جرى لسورية وفيها وعليها. فلقد عانت سورية من ويلات ما خلّفه المستعمر، وما أنتجته عهود العسكر وانقلاباتهم وصولاً إلى الأسدية التي صحّرت الحياة السياسية، وزادت في استبدادها وتغوّلها على المجتمع، لإذلاله ومنعه من ممارسة حقّه والعمل لمستقبل أفضل لجميع أبنائه، هو أهل له، عنوانه هوية وطنية سورية، دون النظر إلى أيديولوجيا إثنية أو دينية أو طائفية.
كانت ثورة 2011 -وستبقى- امتداداً لروح الحرية التي لا يقبل السوريون إخماد جذوتها في نفوسهم، مهما زاد الطغيان والتنكّر والخذلان، ومهما فعل الأقربون والأبعدون، في عملهم لمنع انتصارها، بل جعلها درساً قاسياً لكلّ من يريد أن يشبّ عن الطوق في المنطقة.
إن تشبّث الأسدية بالسلطة، ولو كلّف ذلك ضياع سورية، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وتبديد الثروات، ورهن الأصول السيادية، وإنهاء القدرة على النهوض من جديد، وجعلها مناطق نفوذ لاحتلالات سافرة أومقنّعة، وهو الدور الذي تقوم به الأسدية خدمة لمشاريع روسيا وإيران وإسرائيل.
وعلى الرغم من كلّ الجرائم ضد الإنسانية، وتوحّش الأسدية في مواجهة السوريين في ثورتهم طلباً للحرية والكرامة، تعمل بعض الأنظمة على تدوير الأسدية وإعادتها لحظيرة المنظومة العربية، بدلاً من محاكمتها، درءاً لابتزازهم بالكبتاغون والمخدّرات، وكذلك بعض القوى الإقليمية والدولية، التي تتتالى استداراتها لتغيرات عالمية وشيكة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وكلّ وفق مصالحه، وتحت عناوين إنسانية تخفي الأساس السياسي، متجاهلة معاناة السوريين، وتطرح لذلك مسوّغات ليس بينها محاسبة القتلة والمجرمين، ولا الإفراج عن المعتقلين، ولا كشف مصير المغيّبين قسراً، ولا استخدامه السلاح الكيميائي، وتسقط في بياناتها ذكر القرار2254، والمطالبة بتنفيذه، التفافاً على استحقاقاته، وكأن الجميع يقول “عفا الله عمّا مضى”.
إننا نرى أن الشعب الذي تمكّن من إنجاز حريته بعد 25سنة من الاستعمار، لقادر على أن يحقّق الخلاص من حكم الأمر الواقع للعصابة الأسدية، وما استجلبته من احتلالات وميليشيات وتدخلات إقليمية ودولية. ولن يكون الخلاص من الديكتاتورية الأسدية واستبدادها، إلا ببرنامج وطني جامع، مرتكزه سورية حرّة ديمقراطية مدنية تعددية لكل أبنائها، بعيداً عن الارتهان للخارج ومشاريعه، وقريباً من القوى السورية الحية التي ضحّت بالغالي والنفيس.
17-4-2023
لجنة المهجر
حزب الشعب الديمقراطي السوري