الدخول المتوقع من الجيش الإسرائيلي إلى رفح ومحور فيلادلفيا يقلق مصر، التي تخشى من موجة لاجئين غزيين تقتحم الحدود إلى رفح المصرية.
الرسائل الحازمة التي تنطلق في العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة، لا يجب أن توهن إسرائيل الملزمة بمواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف، بما في ذلك الدخول إلى رفح ومحور فيلادلفيا.
في مقابلة أجريتها مع النائب داني دانون، عضو لجنة الخارجية والأمن وسفير إسرائيل في الأمم المتحدة سابقاً، سألته عن التهديد الأمريكي بتقليص توريد السلاح إلى إسرائيل، إذا لم تستجب لطلبها الامتناع عن الدخول إلى رفح وتقليص عدد المصابين الغزيين. وكان جوابه المفاجئ: “إذا لم نتمكن من شراء الذخيرة الدقيقة، لطائراتنا، فسنستخدم ذخيرة غير دقيقة في الحرب في غزة”، ما سيتسبب، بالطبع، بمصابين أكثر. وأمس، أعلنت الولايات المتحدة عن الدفع قدماً بصفقة لتوريد قنابل دقيقة لإسرائيل.
أما بشأن “اليوم التالي”، فقد أفادت شبكة “سكاي نيوز” العربية بأنها تحوز مسودة اقتراح أمريكي حول مستقبل غزة. وجاء في مسودة الاقتراح أنه مع انتهاء الحرب ستبدأ اتصالات مباشرة بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة حول إمكانية تسليم السلطة الفلسطينية لإدارة غزة من خلال تكنوقراطيين فلسطينيين. سيتم استبعاد حماس وتفكيك كل منظمة مسلحة تعارض حل الدولتين.
كما كتب في مسودة الاقتراح بأنه ستكون موافقة سعودية ودول أخرى على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والمشاركة في إعادة بناء القطاع شريطة أن يكون هناك مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.
وجاء في الاقتراح أيضاً أنه سيجمع كل السلاح من القطاع، بما في ذلك السلاح الثقيل، بهدف تدميره.
تعمل واشنطن على جلب قوات عربية ودولية لترابط بين غزة وإسرائيل وبين غزة والحدود المصرية.
وتفيد مصادر في البيت الأبيض بأن اقتراحات بعيدة الأثر لترتيب مكانة إسرائيل في المنطقة سترفع لعناية الكابينت في الزمن القريب القادم.
تطالب إسرائيل، كشرط أول، بإعادة الأسرى وتفكيك بنى حماس التحتية، وتحرك حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وسيطرة مشتركة لإسرائيل ومصر وجهات أخرى على محور فيلادلفيا.
إسرائيل لا تستبعد في هذه المرحلة طلباً مصرياً لنفي يحيى السنوار ومحمد ضيف إلى إحدى دول الخليج كجزء من الاتفاق الشامل. قبل كل نقاش تطلب إسرائيل إعادة كل المخطوفين وتعهد وضمانات أمريكية ومصرية ومن دول أخرى على تنفيذ الاتفاق.
إن موافقة السعودية على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل ستشكل أساساً لباقي البنود التي ستكون إسرائيل مستعدة للبحث فيها.
الولايات المتحدة تمارس ضغطاً شديداً على السعودية للموافقة المبدئية كي تتقدم في باقي البنود.
المشكلة الأساس بالطبع هي إيران، غير المستعدة في هذه المرحلة حتى للتفكير في إمكانية قبول إسرائيل كدولة شرعية في المنطقة، وتحرك حزب الله إلى ما وراء الليطاني كما يفترض قرار الأمم المتحدة 1701.
كما يمارس على قطر أيضاً، التي سيكون لها أغلب الظن دور في المحادثات، ضغط أمريكي ثقيل لتفعيل نفوذها بحكم المساعدة والدعم المالي اللذين تقدمهما لحماس.
يبدو أن كل تقدم في هذه المرحلة من الحرب لا يزال بعيداً. لكن، لعل الخوف من توسيع الحرب مع حزب الله وتحولها إلى حرب إقليمية، تكون نهايتها غير حميدة، سيحمل كل الأطراف ذات الصلة بأننا نجلس على برميل بارود، ولعل هذا يؤدي إلى إيجاد حل لهذه المنطقة النازفة.
دافيد بن بست
معاريف 19/2/2024