درعا ـ «القدس العربي»: قتل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أثناء اقتحام مجموعة مسلحة تابعة للواء الثامن، منزله في مدينة بصرى الشام في ريف درعا جنوبي سوريا.
ووفقاً للمتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» أيمن أبو نقطة، فإن الشاب سامر المقداد من ذوي الاحتياجات الخاصة، قتل أثناء اقتحام منزله من قبل عناصر اللواء الثامن، بانفجار قنبلة يدوية نتيجة خلافات متجددة بين العائلة ومجموعة من عناصر اللواء.
واقتحم، الإثنين، مجوعة من عناصر اللواء الثامن التابع لقوات النظام، والمشكل من أبناء المنطقة، منزل المقداد على خلفية انتقاده سلوكيات قادة اللواء وعناصره المنتشرين في المنطقة جنوباً.
وأوضح المتحدث أن الشاب كان يقيم في لبنان وعاد مؤخراً إلى مدينة بصرى الشام، وعرف بانتقاده المستمر لتجاوزات أفراد وقيادات اللواء الثامن وخصوصاً عقب حادثة مقتل ابنه وأفراد من عائلته على يد عناصر مسلحة تابعة للواء الثامن.
وكشف المصدر أنه منذ نحو شهرين، اعتدى عناصر اللواء بالضرب على شقيق الضحية الأصغر نتيجة انتقاده اللواء، حيث أسعف إلى المشفى الوطني في مدينة درعا نتيجة تعرضه لعدة كسور في اليدين والقدمين.
وقال مصدر مقرب من اللواء الثامن للتجمع، إن عناصر اللواء اقتحموا منزل المقداد بهدف اعتقاله، مشيراً إلى أن الشاب «لم يقتل على يد عناصر اللواء الثامن، بل قتل بانفجار قنبلة يدوية كان ينوي رميها على عناصر اللواء التي دخلت المنزل لاعتقاله».
وحسب المصدر، فإن أمر اعتقال المقداد صدر بعد شكوى تلقاها اللواء من عائلتين في المدينة، أفادوا بأنه مارس السحر على أشخاص من تلك العوائل.
وسبق أن قتل كل من موسى اليتيم المقداد وابنه محمود، برصاص عناصر اللواء، بعد قصف المحل التجاري الذي كانوا يعملون به بقذائف الـ آر بي جي، على خلفية خلاف شخصي بين مهند موسى المقداد وشقيق القيادي في اللواء الثامن صالح العيسى، تبعها حملة دهم شنتها مجموعة مسلحة بقيادة الأخير بهدف اعتقال المطلوبين.
ونهاية مارس/ آذار العام الفائت، قتل الشاب المدني خليل إبراهيم الفروان، وأصيب شقيقه بجروح إثر إصابتهم بطلقات نارية عشوائية نتيجة اشتباكات بين مجموعة تابعة للواء الثامن من جهة، وعناصر مسلحة من أبناء المدينة يتهمهم اللواء بالقيام بعمليات سرقة وتشليح وقطع الطرقات في المدينة.
وفي صيف 2022، أصيب 3 أشخاص بينهم طفل بجروح خلال دهم عناصر اللواء صالون حلاقة في بلدة معربة شرقي درعا، نتيجة خلاف حصل بين شاب وزوجته التي تنحدر من مدينة بصرى الشام، حيث دخل اللواء الثامن كوسيط بقوة السلاح للحصول على مستحقات الزوجة بعد الطلاق.
ويتهم أهالي المنطقة اللواء الثامن، بتنفيذ حملات اعتقال متكررة بحق أبناء المنطقة، من ضمنها اعتقال الإعلامي في اللواء الثامن عمران العيسى، بتهمة التعامل مع جهات خارجية وتسريب معلومات عن قيادة اللواء، إضافة لحملة دهم واعتقال في بلدة المتاعية في الخامس من كانون الثاني 2023 أسفرت عن اعتقال 5 أشخاص من عائلة الكفري، أفرج عنهم فيما بعد.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن حالة الفلتان الأمني تتواصل بوتيرة عالية في درعا، على خلفية استمرار الاستهدافات وعملية الاغتيالات والإعدامات الميدانية من قبل مسلحين، فضلاً عن استمرار اندلاع اشتباكات بين الفصائل المحلية وقوات النظام، ما يخلف ضحايا وقتلى بين المدنيين والعسكريين، كما حذر المرصد من «تداعيات الفوضى والفلتان الأمني في عموم مناطق سورية وفي مقدمتها المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام».
ومنذ مطلع يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، تجاوزت حصيلة الاستهدافات في درعا 40 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل أكثر من 55 شخصاً وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 8 من المدنيين نصفهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 23 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها، و4 من المتهمين بترويج المخدرات، و2 من اللواء الثامن الموالي لروسيا، و10 من تنظيم «الدولة» بينهم قيادي، و7 من الفصائل المحلية المسلحة، وعقيد منشق عن قوات النظام، وشخص مجهول الهوية.