مفصل تاريخي
وأشار نصرالله إلى أن إيران لا يمكن أن تبدل موقفها مهما كانت الإغراءات والضغوط، وهي لا تبيع حلفاءها ولا تحيد عن مبادئها. ونحن يجب أن نشعر أن التحالف مع إيران والعلاقة معها هو عنوان الفخر والشرف والكرامة في هذا الزمان. ومن يجب أن يخجل هو من يقيم علاقات وتطبيع مع إسرائيل. ومن يعتبر أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية أولوية وهي المسؤول الأول عن حروب المنطقة على لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، هو الذي يجب أن يخجل من هذه العلاقة والتحالف.
أشار نصرالله إلى أن ما جرى في طوفان الأقصى هو مفصل بتاريخ المنطقة، وما قبل طوفان الأقصى ليس كما بعده على كل الأصعدة. وبعد ستة أشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وغانتس وغيرهم فاقدين لعقولهم، ومن مظاهر ذلك هو الإصرار على التجويع والحصار واستمرار المجازر. وقال نصرالله إن الإسرائيليين لم يعد لديهم أفق في غزة ولا حتى في معركة رفح حتى وإن دخل إليها، فهذا لا يعني أن المقاومة قد انتهت في غزة. وبالتالي، فالإسرائيلي لم يصل إلى أي نتيجة لا في الميدان ولا في المفاوضات، معتبراً أن نتنياهو سيعجز عن تحقيق أهدافه ويجب عليه أن يتوقف، وليس لديه أي تصور أو خطة لليوم التالي. فهم لا يعرفون كيف ستكون غزة وكيف ستتم إدارتها.
وقف الحرب
وكشف نصرالله مجدداً تلقي لبنان تهديدات كثيرة أميركية وأوروبية، من أجل وقف جبهة المساندة، معتبراً أن كل الضغوط فشلت، والمقاومة في لبنان لن توقف عملياتها. وأصبح محسوماً أنها مرتبطة بجبهة غزة. وقال: “نحن نرى وفق المنطق والمعطيات السياسية والميدانية والعسكرية والديبلوماسية، نرى بوضوح أن إسرائيل ستهزم وغزة ستنتصر، ونتنياهو لا خيار أمامه سوى وقف الحرب. وبمجرد وقف الحرب فهذا يعني هزيمة لإسرائيل وانتصار للمقاومة، بغض النظر عن كل التفاصيل الأخرى. معتبراً أن القتال في جبهة لبنان والعراق واليمن، يحصل برؤية نصر واضحة ومشرقة. والموضوع فقط موضوع وقت. ومن يظن أن هذه المعركة سنذهب فيها إلى هزيمة أدعوه إلى اعادة حساباته في لبنان والمنطقة، وقال: “الخصوم والأصدقاء يعيدون حساباتهم، فمحور المقاومة ذاهب إلى انتصار كبير وتاريخي”.
الرد الآتي
وحول الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية قال نصرالله: “لا أحد يستعجل، فالإيرانيون يأخذون وقتهم، وكونوا أكيدين ومتيقنين أن الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق آت لا محالة، وتأخير العمل هو جزء من المعركة في الاستنزاف وتلف أعصاب العدو. وفي ضوء الرد الإيراني يجب انتظار كيفية تصرف الإسرائيلي. وبناء عليه حسب رد الفعل يجب أن تكون المنطقة أمام مرحلة جديدة، ويجب على الجميع تحضير أنفسهم وأخذ الاحتياط، ويجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات. وهذه الحماقة التي ارتكبها الإسرائيليون في دمشق، ستفتح باباً للفرج الكبير وحسم هذه المعركة بالنصر.
الجبهة اللبنانية
أما عن الجبهة اللبنانية، فقال نصرالله: “أطمئن كل الناس أن الإسرائيلي ضرب أماكن وأهداف وسقط شهداء. ولكن عناصر المقاومة موجودون على الحدود وجاهزون، وهناك جهوزية عالية، والمعنويات مرتفعة. وإنجازات الجبهة اللبنانية التي تتحقق ترتد إيجاباً على لبنان، وهي في إطار تعزيز موازين الردع في لبنان، خصوصاً أننا سنكون مقبلين على حل مسألة الحدود البرية وسنعود للبحث في مسألة التنقيب عن النفط والغاز في البحر. وموقفنا ثابت بأنه عندما تتوقف الحرب في غزة تتوقف في لبنان. وكل ما يحكى عن ترتيبات لجنوب الليطاني هو كلام بلا قيمة والوقائع الميدانية هي التي ستحدد المسار”. أما الكلام الاسرائيلي عن الحرب الشاملة باتجاه لبنان، فتوجه نصرالله للإسرائيليين بالقول: “أنت بغزة مش مخلص، ولديك مشكلة في الجيش، وفي رفح تواجه مشاكل كثيرة. ولكن نحن نقول للجميع إن المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً ولا تخاف من الحرب، وإنما أدرات معركتها حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية مكملة للمعركة القائمة في المنطقة، بما يحقق النصر، ويحفظ لبنان. ولكنها على أتم الإستعداد والجهوزية معنوياً ونفسياً وعسكرياً وبشرياً لأي حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان، والسلاح الأساسي والقوات الأساسية لم نستخدمها، وحتى الآن لم نتخذ إجراءات حجز الخدمة للمقاتلين”. واعتبر نصرالله أن الإسرائيلي يتهرب من الحرب مع لبنان منذ اليوم الأول.