ليتكَ صبرتَ يا مازنُ..
ليتكَ انتظرت..
بدأت الثورة، وكنتَ على الأكتاف تهتف ضدّ الديكتاتور، ويصدح صوتك تدعو لإسقاط النظام.. وهأنت شهيداً محمولاً على أكتاف رفاقك وشركائك في النضال، وسورية قد أسقطت مَن قتلوك تعذيباً حتى الموت.
قتلوك في آخر هوامش أوقات نهاياتهم؛ كيلا تفضح وحشيّتهم وساديّتهم، آلموك وآلموك وأثخنوا جسدك النحيل ألماً لا قياس له، وجراحاً لا تندمل، فكنت وأمثالك ضحاياهم وعنوان شرّهم وبشاعته.
قتلوك على عجل، بينما يفرّ المعتوه الجبان، كيلا تنطق بأسمائهم وتصف للعالم فعائلهم..
وحتى الموت عذّبوك، وهأنت شهيداً تُدفَن باعتزاز، بينما يركبهم عار الجريمة، فتعلو ويتوارون، وتسمو وينحطّون، وتذكرك سورية معتزّة، وهم الملعونون.
ليتك صبرتَ يا مازن.. لتكفكف دموعُ الفرح بسقوط الطاغية ونصر الشعب السوري دموعَ آلامك.. ليتك انتظرت لترى فلول النظام مهزومة، وراياته محروقة، ورموزه تحت الأقدام.
ليتك انتظرت يا بن الفرات الذي لا يجفّ، يا بن دير الزور، يا بن حزب الشعب الديمقراطي السوري، يا بن سورية الوطنية الديمقراطية التي نذرت لها شبابك وحياتك، وكنت أمثولة في الصبر وأنموذجاً في العطاء والاندفاع على الرغم من عِظم معاناتك في سجون الإرهاب الأسدي.
رحل مازن الحمادة، وقد أدّى قسطه من الثورة، منحها روحه فتساقطت دموعاً، ووهبها صوته قبل استشهاده ليثبت للعالم من أقصاه إلى أقصاه، أن سورية مملكة الصمت.. وسورية سجن كبير حدوده دول..
رحل مازن.. بطلاً كما كل شهداء هذه الثورة العظيمة، فكان له قصب السبق في الرهان، ولحق بركب شهداء الوطن على مذبح حرية سورية ومستقبلها الواعد لكلّ أبنائها.
- رئيس التحرير