ابن العم الرفيق رياض التُّرك..
في الذكرى الأولى لرحيله
في مثل هذا اليوم 1 / 1 / 2024 ودّعنا أحد الرموز الوطنية، ورَحَل..
قضى عمراً مديداً في مقارعة الاستبداد والديكتاتوريات، صلباً عنيداً واثقاً من صوابيّة رؤيته ونهجه في تحقيق هدفه، وقد أثبتت الوقائع، وتأكّدت عبر الأيام في الوضع السوري المستمرّ منذ أكثر من ستين سنة.
رحل ابن العم أبو هشام، وترك لنا سجايا جُمعت في شخصه، ومزايا يعزّ مثيلها لغيره.. رؤية تسبق الواقع، وعمل لتحقيق رغائب تحتاج لجهود مضنية لرجال كُثر.
رفض التبعية للآخرين مع النعيم والسلامة، وفضّل الاستقلالية مع الملاحقات والسجون، وشرع في مواجهة المتسلّطين والانقلابيين والمستبدين والديكتاتوريين منذ بداياتهم، وكشف الغطاء عنهم، في وقت كان الأكثر يصفّقون ويصلّون على أذيال الطغاة، مدّاحين، يتمسّحون بهم طلباً للأمان.
جدّد في رؤيته العميقة للواقع الوطني السوري، وأعاد ترتيب أولوياته، وطوّر أدوات تناوله، ليكون أكثر حداثة، وأكثر استقراراً. فكان حاملاً سياسياً لفكر مَن سبقوه، ويصبح فاعلاً سياسياً وطنياً سورياً، بعد أن كان جسراً انتقلت عبره قراءات وتطويرات اليسار إلى الواقع العربي والسوري. وجدّد في الفكر، وفي العمل السياسي، ليثبت أن سورية تحتاج صُنّاع وطن ديمقراطي، لا كهنوت مُعتقَد.
رحل عزيزاً أبيّاً، لم تنحنِ هامه للمغريات، ولم يخنع لمستبدٍّ أو يذلّ لجلاد أو يضعف في زنزانة منفردة، وإن طالت 18سنة،.رحل ولم تكتحل عيناه برؤية حلم عمره ماثلاً شمساً وحناجر تشقّ الآفاق، تهتف للحرية، وزوال الأسدية والأبدية إلى غير رجعة، وتغنّي لبقاء سورية، ترفل بأثواب المجد، وتستعيد تاريخها سطراً سطراً.. وصار فيه أيقونة على جباه عشاق الوطنية والحرية والديمقراطية..
وعندما يستعرض السوريون أيامهم، سيجدون رياض التُّرك في سِفر الخالدين، مقارعاً للديكتاتوريات ومقداماً في الملمّات الوطنية، وهكذا كان في مقدّمة الثوار الشباب عند انطلاق الثورة 2011 على الرغم من تقدّمه في السنّ
في ذكرى رحيلك، ابن العم، نناديك: أفِقْ.. انهزمت “مملكة الصمت”، وصارت فلولاً تتقاذفها الكهوف والجبال.. زال الخوف وانهارت سجون الطاغية.. مات الديكتاتور، وهرب وريثه الجبان.
ابن العم، ذكرى رحيلك اليوم أضحى نبع أوسمة للوطنيين، وملهماً لرفاقك على الطريق الطويلة، ولمحبّي الحياة، ومحرّضاً للعمل السياسي والوطني، ومنهل شموخ للأباة الطالعين نجوماً تتزيّن بها سماء الوطن حرّاً، لكلّ أبنائه .
• رئيس التحرير