استأنف العنف الدامي دروته في الساحة العراقية، بعد هدوء ملحوظ شهدته الساحة العراقية، وضرب أمس مجدداً في بغداد والموصل حاصداً عشرات القتلى والجرحى، في هجمات انتحارية تحمل بصمات القاعدة، في حين أعلن الجيش الأميركي اعتقال 4 أشخاص يُعتقد أنهم من "كتائب حزب الله" متورطين "بهجمات ضد المدنيين العراقيين وقوات التحالف"، في وقت استمرت الحركة السياسية على وتيرتها حيث أجرى المندوب الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد محادثات في بغداد تناولت سبل تعزيز العلاقات العراقية الاميركية.
فقد أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة 45 آخرين بانفجارين أحدهما انتحاري بحزام ناسف لدى خروج المتطوعين والمراجعين المدنيين من كلية الشرطة في شارع فلسطين في وسط بغداد، مشيرة الى انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة على مسافة قريبة من مدخل الكلية.
وأكد شهود عيان أن الانتحاري كان فتى أنزلته سيارة قرب باب الكلية أثناء خروج المتطوعين فحصل الانفجار. وأضافوا أن "السيارة المفخخة انفجرت على بعد حوالى مئتي متر من الانفجار الأول مستهدفة الاشخاص الذي فروا منه.
وكانت هذه الكلية تعرضت في السابق لعدد من التفجيرات الانتحارية ما دفع وزارة الداخلية الى أغلاق جزء من شارع فلسطين حيث تقع الأكاديمية لأكثر من عامين. وأعادت قيادة عمليات بغداد فتح هذا الجزء قبل أشهر قليلة بعد تحسن الوضع الأمني في بغداد، لكنها مع ذلك فرضت إجراءات تفتيش مشددة على المتطوعين ومنعت وقوف أي سيارة بالقرب من الكلية.
وفي الموصل، قتل 15 شخصاً على الأقل وأصيب 30 آخرون بجروح، بينهم عدد من رجال الشرطة، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية مشتركة للقوات العراقية والأميركية وسط مدينة الموصل (شمال).
وأوضح ضابط في الشرطة العراقية أن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري هاجمت دورية مشتركة للشرطة الوطنية والجيش الأميركي"، فيما أوضح مصدر في وزارة الداخلية أن معظم القتلى والجرحى هم من عناصر الشرطة العراقية.
وأكد الجيش الأميركي في بيان وقوع التفجير. وقال إن "سبعة من أفراد الشرطة الوطنية ومدنيين اثنين قتلوا في هجوم بسيارة مفخخة استهدفت قوات التحالف".
وأكد الجيش الأميركي في بيانه أن الحصيلة أولية، مشيراً الى إصابة جندي أميركي واحد و39 مدنياً. وأوضح أن تفجيراً آخر وقع في الموصل نحو الساعة العاشرة استهدف قوات التحالف. وأضاف أن "انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً استهدف قوات التحالف في الموصل"، مؤكداً أنه "لم يوقع (التفجير) أي ضحايا في صفوف قوات التحالف".
ونجا أمس مسؤول متابعة ملف الصحوات في مجلس الوزراء اللواء مظهر المولى من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة بموكبه شمال العاصمة، بغداد. وأوضحت المصادر الأمنية أن "عبوة ناسفة انفجرت بموكب المولى لدى خروجه من منزله في حي الصليخ (شمال) ما أسفر عن إصابته بجروح خطرة ومقتل سائقه وإصابة اثنين من حمايته بجروح". وأضافت أن "مدنيين كانا بالقرب من الحادث قتلا بالانفجار وأصيب ثمانية آخرون".
وفي سياق أمني آخر، أعلن الجيش الأميركي في العراق انه أعتقل أمس اربعة أشحاص يشتبه في انهم ينتمون لجماعة مقاتلة يطلق عليها أسم "كتائب حزب الله" المدعومة من إيران.
وقال الجيش في بيان له إن "التقييم أظهر أن "كتائب حزب الله" تعمل بالوكالة عن إيران"، معرباً عن اعتقاده بأن "أعضاءها مسؤولون عن هجمات وقعت في الفترة الأخيرة ضد مدنيين عراقيين وجنوداً من قوات التحالف". وأضاف أنه أعتقل "33 من العناصر الإجرامية المدعومة في إيران" في الشهر الماضي. لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك يشمل اعتقالات الأمس.
سياسياً، بحث مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي مع خليل زاد في بغداد أمس سبل إخراج العراق من مفاعيل البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي فرض على العراق بعد غزوه الكويت عام 1990، والعمل على استصدار قرار جديد من مجلس الأمن يحمي أموال العراق في الخارج، على حد تعبير بيان صادرعن مكتب الربيعي.
وكان بيان صادر عن الرئاسة العراقية أشار الى أن الرئيس العراقي جلال الطالباني استقبل في مقرّ إقامته في بغداد ليل الأحد الاثنين خليل زاد والسفيرالأميركي في العراق رايان كروكر، وتباحث معهما سبل تطوير العملية السياسية في العراق وتوطيد أواصر الصداقة المديدة والعلاقات الثنائية القوية بين البلدين بما يخدم المصالح العليا المشتركة.
الى ذلك، كشفت بعثة الأمم المتحدة في العراق ومسؤولون في المفوضية المستقلة للانتخابات أول من أمس عن إجراءات جديدة لمنع أي حالات تزوير خلال انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في بغداد إن "هذه الانتخابات لا تتعلق بالسياسية فحسب، إنما تتعلق بكل مجالات الحياة وحقوق الإنسان والعمل". وأضاف "نحن ندرك تماماً أن هناك بعض الكيانات أو الأشخاص يحاولون عرقلة الانتخابات، لكننا في الوقت ذاته ندرك بشكل أكبر مستوى التحضير والتخطيط الذي ليس له سابق في العراق".
في سياق آخر قصف الطيران التركي أمس أهدافاً للمتمردين الأكراد في شمال العراق حسب ما أعلن الجيش التركي في بيان.
(ا ف ب، ي ب ا، رويترز)