رأى الزعيم الشيعي عمار الحكيم (الذي يعتبر واحد من أقوى الزعماء الشيعة في العراق) امس إنه الوقت لم يفت بعد على إنقاذ مشروع اتفاق بين الولايات المتحدة والعراق ينظم بقاء القوات الأميركية حتى عام 2011.
ونفى الحكيم الذي يدير المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن تكون الأحزاب الشيعية داخل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تعرقل الموافقة على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا الشهر بعد شهور من المفاوضات المريرة مع واشنطن.
وقال الحكيم الذي يعاني والده الذي يرأس المجلس من اعتلال في صحته نحن نبحث عن حلول واقعية تعالج الامور بالطريقة التي تخدم مصالح البلدين ونعتقد أنه ما زالت هناك فرصة لمشاورات يجريها الوفدان المفاوضان العراقي والامريكي في هذا الشان.
وأضاف هناك جدية واهتمام من الطرفين بالوصول الى صياغات ورؤى مشتركة تضع تصورا لطبيعة تواجد هذه القوات الاجنبية والتي يعتقد القادة الامنيون في العراق باننا ما زلنا بحاجة الى مساعدة هذه القوات لاستكمال جهوزية وبناء المؤسسة الامنية. ولذلك في هذه الفترة نحتاج الى حضور هذه القوات ويجب ان تحظى بغطاء اما ان يكون غطاء ثنائيا كما في هذه الاتفاقية او غطاء دوليا كما في قرارات مجلس الامن.
وشدد على الحاجة الى ابرام هذه الاتفاقية ان تيسر وهو ما تبذل الجهود من اجله او الذهاب الى خيار التمديد في مجلس الامن، مشيرا الى ان هناك تعديلات مقترحة من مجلس الوزراء ستقدم خلال فترة زمنية قصيرة جدا الى الادارة الاميركية. وأضاف يبقى على الادارة الاميركية ان ترى كيف تتعاطى مع التعديلات وما هي وجهة نظرها. نحن نسير في اطار عملية تفاوضية بين طرفين مما يصعب تحديد السقف الزمني من طرف واحد تجاه هذا الامر وكلنا امل ان نصل الى نتائج مقنعة للطرفين.
ولفت الحكيم الى ان ايران ليست البلد الوحيد الذي يبدي تحفظات او ملاحظات على هذه الاتفاقية، وانما هناك العديد من دول المنطقة لها مثل هذه التحفظات والفارق ان ايران تعبر عن تحفظاتها بشكل واضح. وأضاف نحن دوما سعينا خلال السنوات الماضية بان نخطو خطوات تطمئن دول المنطقة. عموما كل الدول في المنطقة كانت لها هواجس من المشروع العراقي.. ولكن تبقى المصلحة الوطنية العراقية هي الاساس في قرار القادة والساسة العراقيين.
وقال نسعى لان تكون هناك اراء وتصورات ايجابية من دول المنطقة باتجاه الخطوات التي يعتمدها العراقيون في بناء مشروعهم السياسي الجديد لكن يبقى تقدير المصلحة الوطنية العراقية واتخاذ الاجراءات والقرارات هي شان داخلي.
وأضاف ان الوفد المفاوض العراقي كان يرى في بعض النصوص من المرونة والمطاطية ما يمكن ان يستخدم في حالات معينة لجعل العراق احيانا ممرا او محطة لاتخاذ اجراءات ولو تحت ذرائع الوقائية تجاه أي من دول المنطقة وقد تكون هذه واحدة من المسائل التي تحتاج الى تطوير حتى نقنع الجميع ان العراق سيبقى دوما محطة لاشاعة السلام وبناء العلاقات.
(رويترز)