كشفت صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تدعم بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية لسنوات، رغم ضغوط الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المتزايدة للانسحاب.
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يحققان تقدماً في تطبيع العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، حيث عُقدت قمة كبرى في باريس لمناقشة هذه الخطوات، إلا أنه مع ذلك، تبدي إسرائيل مخاوف من أن النظام الجديد قد يكون “ذئباً في ثياب حمل”، وفق تعبير الصحيفة.
وتعتقد إسرائيل أن دعم الرئيس الأميركي سيتيح لها إبقاء قواتها في المنطقة العازلة لفترة طويلة، حتى لو مارست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ضغوطًا عليها للانسحاب خلال الأشهر المقبلة.
ووفق الصحيفة، يستند الموقف الإسرائيلي إلى عدم التزام أحمد الشرع بإجراء انتخابات قبل مرور أربع سنوات، ما يمنحها ذريعة للتأكيد على أن “الألوان الحقيقية” للنظام لن تتضح قبل عام 2025.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من رغبة ترامب في تقليص الوجود العسكري الأميركي في سوريا، فإنه لا يزال يدعم بقاء المنطقة العازلة الإسرائيلية، فيما تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة للانسحاب، خصوصًا مع إعلان الشرع التزامه بهدنة 1974، واتخاذه خطوات لإعادة الاندماج مع الغرب.
وذكرت أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إسرائيل كاتس، بشأن البقاء في سوريا حتى 2025 أو أكثر “بمثابة رسالة للضغط على الأطراف الدولية لأخذ المخاوف الأمنية الإسرائيلية بجدية”.
وأكدت “جيروزاليم بوست” إلى أن دعم إدارة الرئيس الأميركي للوجود الإسرائيلي في سوريا “لا يزال ثابتًا”، حتى بعد شهرين من إعلان إسرائيل إنشاء المنطقة العازلة في كانون الأول الماضي، رغم التقدم في رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
الاحتلال يقيم 9 قواعد عسكرية في سوريا
والثلاثاء الماضي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقام تسعة مواقع عسكرية دائمة في المنطقة الأمنية داخل الأراضي السورية، ضمن ما أطلق عليه اسم “عملية سهم الباشان”، مشيرة إلى أن “ثلاثة ألوية إسرائيلية تعمل هناك مقارنة بكتيبة ونصف قبل 7 تشرين الأول 2023”.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن إسرائيل “أقامت بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية”، مضيفة أنه “لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بتلك المنطقة، حيث لم يعد الوجود الإسرائيلي في سوريا مؤقتاً، وتم بناء تسعة مواقع عسكرية بالمنطقة الأمنية، والجيش يخطط للبقاء في سوريا طوال عام 2025”.
وفي التطورات الميدانية، توغلت مجموعة عسكرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية كودنا بريف القنيطرة الجنوبي، مساء الأربعاء الماضي، حيث تجولت داخل القرية لمدة ساعتين وانسحبت، كما دخلت قرابة 15 عربة عسكرية إسرائيلية، وتجولت في قرية صيدا الجولان لمدة ساعتين ثم انسحبت.
وأفاد مراسل “تلفزيون سوريا” أن المجموعة أجرت استبيانات استخباراتية في أثناء دخولها القرى، بغرض معرفة موقف الأهالي من الحصول على مساعدات إسرائيلية إغاثية وطبية وخدمية، مشيرا إلى الأهلي رفضوا تلقوا مثل هذه المساعدات.
ومنعت قوات جيش الاحتلال أهالي ريف القنيطرة الشمالي للمرة الثانية من الدخول إلى المحمية الطبيعية معتبرة أنها منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها، وفي الوقت نفسه يواصل جيش الاحتلال جرف الأشجار في المناطق الحراجية.
- تلفزيون سوريا