غزة ـ «القدس العربي» ووكالات: سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الانقلاب على ما تم التفاهم عليه الأسبوع الماضي، عشية إنجاز الدفعة السادسة من تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، فرفض إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الهندسية لإزالة الأنقاض في القطاع الذي دمرته إسرائيل بشكل شبه كامل.
وكان هذا التفاهم الذي جرى التوصل إليه بجهود الوسطاء (قطر ومصر)، أنقذ الاتفاق من الانهيار بعدما كانت حركة “حماس” قد قررت تعليق الإفراج عن الأسرى لديها بسبب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار والبرتوكول الإنساني الخاص به.
ومع أن نتنياهو حاول أيضَا المناورة في ما يتعلق ببدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، إلا أن مؤشرات ظهرت أمس عن أن هذه المرحلة باتت على طاولة البحث. ويعتزم نتنياهو عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اليوم الإثنين، لبحث المرحلة الثانية. وأوعز لوفد المفاوضات بالتوجه الإثنين إلى القاهرة لمناقشة استمرار تنفيذ المرحلة الأولى.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان أمس: “أبلغ رئيس الوزراء (نتنياهو) ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي، أنه سيعقد اليوم الإثنين اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق”.
وقال في تصريحات صحافية إن محادثات “مثمرة وبناءة” جرت بشأن تنفيذ “المرحلة الثانية”، وذلك رغم نفي نتنياهو وجود أي مفاوضات حالية في هذا الشأن.
وفي تحدّ إسرائيلي يهدد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أنه في ختام جلسة التشاور الأمنية المصغرة التي عقدتها حكومة تل أبيب مساء السبت، لم يوافق نتنياهو على إدخال “كرفانات” وآليات هندسية إلى قطاع غزة، رغم انتظارها على الجانب المصري من معبر رفح.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إعلان الاحتلال الإسرائيلي رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة، يعد “تنصلا واضحًا من تعهداته والتزاماته التي وقع عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني الملحق”.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو أمس في القدس المحتلة، إن حركة “حماس” يجب ألا تظل القوة الحاكمة في قطاع غزة.
وجاء موقفه هذا في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن وصول شحنة من 1800 قنبلة MK-84 بوزن طن واحد لكل منها، جرى نقلها الى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بعدما كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن جمدتها.
وقد أشاد روبيو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”شجاعته” في اقتراح خطة لمستقبل قطاع غزة تجاوزت “الأفكار المستهلكة” في الماضي، في إشارة إلى خطته الاستيلاء على غزة ونقل سكانها خارج القطاع.
وفي مقابل الموقف الأمريكي، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله ثاني، في موقفين منفصلين أمس، رفضهما مخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وأعلن الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه في عمان مع وفد من الكونغرس الأمريكي، رفضه لأي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.
كما شدد السيسي وولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني “على ضرورة البدء الفوري لعملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، أمس، ولي عهد الأردن، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي.
وكان الرئيس محمود عباس جدد أمس خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه لمخططات تهجير الفلسطينيين.
- القدس العربي