حذرت الأمم المتحدة من أن الهجمات والانتهاكات الإسرائيلية ضد سوريا تقوض جهود السلام وتهدد عملية الانتقال السياسي الهشة في البلاد.
وفي إحاطة أمام جلسة مجلس الأمن، أمس الخميس، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، خالد خياري، إن سوريا “على مفترق طرق، وتستحق فرصة لمواصلة العمل نحو انتقال سياسي شامل”، محذراً من أن انتهاكات إسرائيل في سوريا “تقوض جهود بناء سوريا جديدة تنعم بسلام مع نفسها وجيرانها، وتزعزع استقرارها في وقت حساس”.
وأوضح خياري، خلال الجلسة التي عقدت بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل، أن “الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحاً في إدانته لجميع الأعمال التي تتعارض مع الاتفاق”.
وأشار خياري إلى وقوع مئات الغارات الجوية الإسرائيلية المبلغ عنها في جميع أرجاء سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في جنوبي سوريا والساحل السوري وشمال شرقي سوريا ودمشق وحماة وحمص، موضحاً أن “مسؤولين إسرائيليين تحدثوا أيضاً عن نوايا إسرائيل للبقاء في سوريا في المستقبل المنظور”.
وحذر المسؤول الأممي من أن “مثل هذه الحقائق على الأرض لا يمكن تبديلها بسهولة”، مؤكداً أنها “تهدد بالفعل عملية الانتقال السياسي الهشة في سوريا”.
وشدد على أن “التزام مجلس الأمن بسيادة سوريا وسلامة أراضيها يزداد أهمية يوماً بعد يوم”، مضيفاً أنه “يجب دعم وحماية فرصة سوريا لتحقيق الاستقرار بعد 14 عاماً من الصراع، من أجل السوريين والإسرائيليين. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام والأمن الإقليميين”.
وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه “لا ينبغي أن تُقوّض الإجراءات والمكاسب الأمنية قصيرة المدى والتكتيكية، آفاقَ التوصل لاتفاق سلام بين الجارتين، والاستقرار طويل الأمد على حدودهما المعترف بها دولياً”.
إسرائيل تواصل الانتهاكات ضد قوة “أندوف” والمدنيين
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إن “الوضع في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك لا يزال متقلباً، ولا يزال يتسم بانتهاكات كبيرة للاتفاقية، مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة الفاصلة منذ 8 كانون الأول الماضي”.
وأشار لاكروا إلى أن الجيش الإسرائيلي “يواصل بناء حواجز لمنع الحركة على طول خط وقف إطلاق النار”، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي “يواصل فرض بعض القيود على حركة أفراد أوندوف ومجموعة مراقبي الجولان في منطقة الفصل، كما تستمر القيود التي يفرضها على حركة السكان المحليين”.
وذكر أن “سكان بعض المناطق احتجوا على الاضطرابات الناجمة عن أنشطة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الزراعة واحتجاز المدنيين والاستيلاء على أعداد كبيرة من الماشية”، مضيفاً أن بعض السكان ناشدوا قوة “أوندوف” لمطالبة الجيش الإسرائيلي بمغادرة قراهم.
وأكد لاكروا أنه “من الضروري أن تفي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974″، موضحاً أن “جميع الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق غير مقبولة”.
وشدد المسؤول الأممي على “ضرورة أن تتمتع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بحرية الحركة في منطقة عملياتها”، مؤكداً أن البعثة “تظل ضرورية لاستقرار الجولان والمنطقة”.
- تلفزيون سوريا