وفي إحاطة قدمها من دمشق، رحّب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، بقرار الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، معتبراً أن هذه الخطوة “احتُفل بها في أنحاء البلاد” ومن شأنها أن تمنح السوريين فرصة أفضل لمواجهة صعوباتهم اليومية.
وأضاف بيدرسون: “لطالما دعوت إلى اتخاذ خطوات جريئة بشأن العقوبات، كما فعل ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها، وأرحب بحرارة بهذه المبادرات”، مشيدا بدعم إقليمي قدمته دول مثل السعودية وقطر وتركيا، شمل تسوية الالتزامات المالية لسوريا، ودعم الرواتب، وتأمين موارد الطاقة.
وحذّر المبعوث الأممي من أن سوريا لا تزال تواجه تحديات هيكلية عميقة في ظل اقتصاد منهك بفعل الحرب والصراع، مشددا على ضرورة إطلاق إصلاحات اقتصادية شاملة تتطلب دعما دوليا طويل الأمد.
كما أشار إلى قرارات السلطات المؤقتة بإنشاء لجنة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، معتبرا هذه الخطوات تعكس إدراكا متزايدا لأهمية كشف الحقيقة وتحقيق العدالة. ودعا إلى تعاون هذه اللجان مع الأمم المتحدة والمجتمع المدني وجمعيات الضحايا.
وفي سياق متصل، رحّب بيدرسون بانعقاد أول اجتماع للمجلس الاستشاري النسائي في دمشق منذ تأسيسه عام 2016، موضحا أن المشاركات طالبن بمشاركة سياسية فعلية، وتوضيح الاستراتيجية الحكومية، وتعزيز دور المجتمع المدني.
وأكد بيدرسون أن الخطوة التالية ضمن خارطة الطريق الدستورية هي تشكيل اللجنة العليا المكلفة باختيار أعضاء مجلس الشعب، مشيرًا إلى ضرورة ضمان الشفافية والشمولية.
كما أعرب عن قلقه إزاء التصعيد في مناطق السويداء وضواحي دمشق، والغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، قائلا: “هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف. سيادة سوريا واستقلالها يجب احترامهما”.
وختم بيدرسون إحاطته بالتأكيد على أن “التحديات كبيرة، لكن رفع العقوبات منح السوريين شعورًا متجددًا بالأمل، وفرصة واقعية لتجاوز محنتهم”.
16.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية
من جهته، قال مدير التنسيق بمكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، راميش راجاسينغهام، في إحاطة عبر الفيديو من جنيف، إن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ونحو 16.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 3 ملايين في حالة انعدام حاد.
وأضاف أن أكثر من ألف شاحنة مساعدات دخلت سوريا من تركيا منذ بداية العام، بزيادة سبعة أضعاف عن العام الماضي، مشيرًا إلى استمرار التنسيق مع السلطات المؤقتة لتسهيل العمل الإنساني.
وحذر راجاسينغهام من أزمة تمويل حادة تهدد بإغلاق المستشفيات والمراكز المجتمعية، موضحًا أن خطة الأمم المتحدة للتمويل حتى يونيو لم تُغطَّ سوى بنسبة 10%. كما أُغلقت 20 مساحة آمنة للنساء والفتيات منذ بداية العام، ما حدّ من خدمات الدعم للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وختم بالقول: “السوريون أظهروا صمودا استثنائيا، لكنهم لا يستطيعون مواجهة هذه المحنة بمفردهم. يجب أن نتحرك الآن”.
- القدس العربي