استبعد نائب مساعد سابق لنائب وزير الدفاع الأميركي لسياسة الشرق الأوسط دانيال شابيرو تحقيق تهدئة سريعة للتوتّرات في جنوب سوريا، وتشكّك في قدرة سوريا على تحقيق الاستقرار في ظلّ حكم الرئيس أحمد الشرع.
اعتبر أنّ فشل إبرام اتّفاق عدم اعتداء بين إسرائيل وسوريا على المدى القريب سيزيد من خطر استئناف الصراع الإسرائيلي مع وكلاء إيران في سوريا، علاوة على خطر المزيد من المواجهات المباشرة بين إسرائيل وتركيا.
علّق شابيرو، الذي شغل منصب سفير الولايات المتّحدة لدى إسرائيل بين عامَي 2011 و2017، على الأحداث الأخيرة في سوريا، من الغارات الجوّية الإسرائيلية على دمشق، إلى الاشتباكات في مدينة السويداء بين قوّات الأمن السورية وأفراد من الأقلّية الدرزية أعلنت إسرائيل أنّها تريد حمايتهم من خلال ضرباتها، فقال: “ثمّة مخاطرة كبرى في إمكان التوصّل إلى تهدئة سريعة، على الرغم من مضاعفة مسؤولي إدارة ترامب جهودهم لتحقيق ذلك.”
استبعد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لسياسة الشرق الأوسط دانيال شابيرو تحقيق تهدئة سريعة للتوتّرات في جنوب سوريا
واشنطن بين رفع العقوبات وخطر فقدان النّفوذ
كتب شابيرو في مجلّة المجلس الأطلسي (The Atlantic Council) أنّ الأمر سيتطلّب جهداً متضافراً، خصوصاً أنّ هذه الأحداث تأتي بينما تحاول الولايات المتّحدة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار واتّفاق لتبادل الرهائن في غزّة. واشتعال جبهة أخرى قد يطيل أمد عدم الاستقرار الإقليمي، وهو ما وصفه بـ”الأمر المثير للقلق”.
في رأي شابيرو “أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا يشكل استثمارًا يهدف إلى مساعدة حكومة الشرع على تحقيق الاستقرار في البلاد. لكن هذا لا يمكن أن يتعايش مع صور المقاتلين الإسلاميين المرتبطين بحكومة دمشق وهم يقتلون الدروز السوريين ويذلونهم.
ويعتبر أن هذه المشاهد جذبت أيضاً إسرائيل، التي ردت بضربات مُزعزعة للاستقرار في دمشق، وأن محاولات العديد من الدروز العبور من إسرائيل ولبنان إلى سوريا للدفاع عن إخوانهم تزيد من اشتعال الوضع. وأي انقسامات وفوضى من هذا القبيل تُتيح لإيران فرصةً لاستغلالها لاستعادة نفوذها المفقود داخل سوريا.
بالنسبة لشابيرو “منح تعهد الرئيس ترامب بتخفيف العقوبات، ومتابعة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الولايات المتحدة نفوذًا على الشرع. وعليهما استخدامه فوراً للضغط على دمشق لكبح جماح المقاتلين الذين يُصعّدون الوضع ويهاجمون الدروز”، داعياً الى “تجنيد شركاء أميركيين آخرين ذوي نفوذ في دمشق، بما في ذلك تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، لإيصال رسائل مماثلة لتوضيح أن المساعدة والاستثمار اللذين تحتاجهما سوريا لتسريع تعافيها قد يكونان على المحك.
في الوقت نفسه، فإن على الولايات المتحدة، في رأي شابيرو، حثّ إسرائيل على تخفيف ضرباتها. فالعمل المحدود للمساعدة في الدفاع عن السكان الدروز وإبعاد الجهات المُهدِّدة عن الحدود السورية الإسرائيلية أمرٌ واحد، لكن الضربات على أهداف حكومية في دمشق قد تُؤدي إلى زعزعة استقرار مُتتالية. وهذا من شأنه أن يُفسد الفرصة الحقيقية لإبرام اتفاقية عدم اعتداء بين إسرائيل وسوريا على المدى القريب.”
يعتقد شابيرو “أنه لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت سوريا ستتمكن من تحقيق الاستقرار في ظل الشرع، لكنه يعتبر أن على واشنطن تذكير القدس بأن فشل هذه التجربة يزيد من خطر استئناف الصراع الإسرائيلي مع وكلاء إيران في سوريا، فضلًا عن خطر المزيد من المواجهات الإسرائيلية التركية المباشرة.”
- أساس ميديا