• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الإثنين, سبتمبر 15, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    بين انتفاضة القدس والحرب على غزَّة

    رسالة سياسية صادرة عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    قواعد مرور جديدة.. الطاقة تقود والسياسة تلتحق

    اتفاق السويداء المزعوم: بين الحقيقة والدعاية

    أمن الشرق الأوسط تقرّره «الحسابات التكتيكية»

    اختصاصنا تحويلُ الأخطاءِ خطايا

    بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

    دفاعًا عن الاختلاف والخصومة الشريفة

    دفاعًا عن الاختلاف والخصومة الشريفة

  • تحليلات ودراسات
    سوريا الآن تواجه أخطر سيناريو

    سوريا الآن تواجه أخطر سيناريو

    سوريا…. في شرعية القيادة الانتقالية والحق في مساءلتها

    سوريا…. في شرعية القيادة الانتقالية والحق في مساءلتها

    قمة ترمب وبوتين… “تمرين على الاستماع”

    قمة ترمب وبوتين… “تمرين على الاستماع”

    قنبلة “إسرائيل الكبرى” التي ألقاها نتنياهو

    قنبلة “إسرائيل الكبرى” التي ألقاها نتنياهو

  • حوارات
    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    المبعوث الأممي إلى سوريا لـ”المجلة”: لا يمكن فرض الولاء للدولة بالقوة

    المبعوث الأممي إلى سوريا لـ”المجلة”: لا يمكن فرض الولاء للدولة بالقوة

    باربرا ليف لـ “المجلة”: تقاسم السلطة الطائفي ليس حلا لسوريا

    باربرا ليف لـ “المجلة”: تقاسم السلطة الطائفي ليس حلا لسوريا

  • ترجمات
    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    فريدمان يهاجم ترامب.. أميركا تتلاشى

    فريدمان يهاجم ترامب.. أميركا تتلاشى

    ميدل إيست آي: إسرائيل تستخدم الأقليات كحصان طروادة ضد الحكومة السورية

    ميدل إيست آي: إسرائيل تستخدم الأقليات كحصان طروادة ضد الحكومة السورية

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    بعد سخريته من الحرية: زياد الرحباني شوّه ذاته في مرايا السوريين

    بعد سخريته من الحرية: زياد الرحباني شوّه ذاته في مرايا السوريين

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    بين انتفاضة القدس والحرب على غزَّة

    رسالة سياسية صادرة عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    قواعد مرور جديدة.. الطاقة تقود والسياسة تلتحق

    اتفاق السويداء المزعوم: بين الحقيقة والدعاية

    أمن الشرق الأوسط تقرّره «الحسابات التكتيكية»

    اختصاصنا تحويلُ الأخطاءِ خطايا

    بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

    دفاعًا عن الاختلاف والخصومة الشريفة

    دفاعًا عن الاختلاف والخصومة الشريفة

  • تحليلات ودراسات
    سوريا الآن تواجه أخطر سيناريو

    سوريا الآن تواجه أخطر سيناريو

    سوريا…. في شرعية القيادة الانتقالية والحق في مساءلتها

    سوريا…. في شرعية القيادة الانتقالية والحق في مساءلتها

    قمة ترمب وبوتين… “تمرين على الاستماع”

    قمة ترمب وبوتين… “تمرين على الاستماع”

    قنبلة “إسرائيل الكبرى” التي ألقاها نتنياهو

    قنبلة “إسرائيل الكبرى” التي ألقاها نتنياهو

  • حوارات
    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    المبعوث الأممي إلى سوريا لـ”المجلة”: لا يمكن فرض الولاء للدولة بالقوة

    المبعوث الأممي إلى سوريا لـ”المجلة”: لا يمكن فرض الولاء للدولة بالقوة

    باربرا ليف لـ “المجلة”: تقاسم السلطة الطائفي ليس حلا لسوريا

    باربرا ليف لـ “المجلة”: تقاسم السلطة الطائفي ليس حلا لسوريا

  • ترجمات
    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    فريدمان يهاجم ترامب.. أميركا تتلاشى

    فريدمان يهاجم ترامب.. أميركا تتلاشى

    ميدل إيست آي: إسرائيل تستخدم الأقليات كحصان طروادة ضد الحكومة السورية

    ميدل إيست آي: إسرائيل تستخدم الأقليات كحصان طروادة ضد الحكومة السورية

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    بعد سخريته من الحرية: زياد الرحباني شوّه ذاته في مرايا السوريين

    بعد سخريته من الحرية: زياد الرحباني شوّه ذاته في مرايا السوريين

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

هل تصلح العلمانية لهوية المواطنة حوار مع حزب الشعب الديمقراطي السوري

29/10/2010
A A
0
SHARES
0
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

– هذه المداخلة على ” مشروع موضوعات حزب الشعب الديمقراطي السوري للمؤتمر السابع ” تحاول أن تكون حواراً مع فكر هذا الحزب .وستحاول أن تبقى متيقظة لكي لا تتحول إلى جدل معه ، لأنها تعي الفرق بين المصطلحين .فهي حين تحاول أن تكون حواراً تنطلق من عدة تحديدات لموقعها ، ولموقع الآخر المحاور الذي يقف قبالتها . فهي تنطلق من واقع حق كل طرف في الحوار في الوجود والتعبير والحوار . وهذا الحق ليس حقاً صاغته الريح ، بل هو حق متراكم راكمته طريقة عيش الحداثة ، التي تلت طريقة العيش القديمة ، متولدة منها ومتكاملة معها في خط التطور الإنساني . ومن هنا فإن حق المحاور في الوجود والتعبير والحوار هو حق منظم ، وليس حقاً أنتجته حركة شواش ونشاط إنساني عبثي .وإن تنظيم هذا الحق مقرر بوضوح في كل نشاطات الإنسانية ، ومنه نشاط الحوار الذي يقوم بين الأطراف التي ترى قضية واحدة من نقاط نظر مختلفة ، مما يجعل خطابها يختلف فيما بينها كثيراً أو قليلاً .

– وعلى الرغم من شيوع حق كل محاور في الوجود والتعبير والحوار ، وكذلك رسوخ فكرة أن هذا الحوار شأن إنساني منظم ، إلا أن ما يلفت النظر هو تحقق هذا الحق في المجتمعات المتقدمة ، وعجز بعض المجتمعات – ومنها المجتمع العربي الإسلامي – عن عيش هذا الحق . ويريد هذا المدخل للحوار أن ينبه إلى أن السبب إنما يعود إلى اختلاف جوهري في اللغة التي يصاغ بها هذا الحوار .والخلاف في طبيعة اللغة يرجع إلى طبيعة الرؤية التي ينظر بها . فمن نظر إلى اللغة على أنها إطلاق أصوات للتفاهم مع الآخر لا يضبطها إلا طبيعة الانفعال الذي يخرجها من ذات صاحب الخطاب . فإن مثل هذه النظرة ترتكز إلى إهمال دور اللغة في العملية التطورية الإنسانية ، ويصل في النهاية إلى أنها شقشقة لسان وهذر ولا تزيد . وأما من ينظر إليها على أنها مظهر التميز بين الإنسان وكافة الأجناس الحية الأخرى . وأن هذا التميز جعل اللغة هي مخزن التطور الإنساني حتى نهاية العصور الوسطى وأن اللغة الإنسانية هي حركة جديدة في الكون ، قوتها وشدتها كحركة بسيطة أمام حركة جسم الإنسان ، ولكن صياغة الواقع الموضوعي الذي أنتجته الإنسانية إنما صنعته هذه الحركة البسيطة ، الممثلة بأصوات الإنسان المادية المحملة لمضامين النظام الحي ( المعاني ) ، مطلقة من كل فرد بدون استثناء .

– رؤية اللغة في هذا المنظور الأخير ، يجعل بالإمكان أن نرى بعض المهام التي يجب أن تقوم بها طريقة عيش الحداثة من أبناء هذا الشعب ، وهم يحاولون أن يشيعوا طريقة العيش الحديثة ، لأنه لم يعد من الممكن أن يعيش فرد أو مجتمع خارج هذه الطريقة . فهم مطالبون أن يدركوا طبيعة هذا العائق الذي يعيق شيوع الحوار في المجتمع السوري ، ومن خلفهم مجتمعات الدول العربية والدول الإسلامية .وإذا كان صموئيل هنتنغتون قد تحسس هذا العائق وهو يدرس حراك ” صراع الحضارات ” في ساحة العالم الإسلامي ، فرأى أن بنية شعوب العالم الإسلامي تتمثل بيت الشعر العباسي بشكل كامل : ” قد ينبت المرعى على دمن الثرى // وتبقى حزازات النفوس كما هي ” . هنتنغتون عجز عن اكتشاف وجود هذه الحالة التطورية في مجتمعات العالم الإسلامي ، بينما تفتقدها المجتمعات الغربية بشكل تام . هذه الورقة التي تستند إلى علم الإنسان الذي نشأ في سورية ، تؤكد أن جذر ما تحسسه هنتنغتون إنما يرجع إلى موقع العربية ومعها لغات عالمنا الإسلامي في مسار خط التطور الإنساني ، والدور الذي حملته العربية في إنهاء مرحلة تطور سادت كامل العصور الوسطى لتحقق قفزة نوعية في خط التطور نقلت الإنسانية من طريقة العيش القديمة إلى طريقة عيش الحداثة التي نحافظ على وجودنا حسب قيمها ومعاييرها .

– لقد أحس الذين سعوا لإدخال طريقة عيش الحداثة إلى مجتمعنا تحت اسم ” النهضة ” بخطر عنصر اللغة ، واندفعوا من مواقع إنشاء الثقافة يدعون إلى التخلي عن العربية حسب طرق كثيرة ، يمكن لمن يريد التوسع أن يرجع إليها في أدبيات تلك المرحلة . وهذه الدعوة العلمانية استفزت لدى أبناء العربية ( دعاة الإسلام ودعاة العروبة ) موقفاً نقيضاً في ساحة الجدل الثقافي حينذاك ، وهو ما جعل الحالة حالة مسكوتاً عنها ، وأبقاها عاملاً يعمل في خفاء في إضاعة الجهد الصادق المبذول من القوى الساعية لإدخال طريقة عيش الحداثة إلى مجتمعنا . وهو ما ينعكس جزئياً في جزئية عدم إمكان إنتاج الحوار بين الأطراف

المتقابلة ، وميلها جميعاً إلى حالة الجدل المختلفة عن الحوار . ولعل ما يجري من تنازع شديد حول حرية الصحافة الظاهرة الآن في المجتمعات العربية ، دليل يطل برأسه ليقول إن عامل عدم قدرة إنشاء خطاب حواري يطل برأسه في هذه الجزئية .

– الحوار الذي تريده هذه الورقة كآخر مع مشروع موضوعات حزب الشعب الديمقراطي السوري للمؤتمر السابع يدور حول نقطة محددة هي فقرة ” العلمانية ” التي عرض لها المشروع في الصفحتين 32 / 33 . وسيكون هذا الحوار / وليس الجدل / حول صلاحية العلمانية لكي تكون تربة فكرية تنبت فيها ” المواطنة ” كهوية لكل فرد يعيش في الدولة الحديثة .وستحاول هذه الورقة أن تلتزم بقواعد الحوار كناتج لسيادة الموضوعية في الحداثة ، مقابل الجدل الذي ساد في طريقة العيش القديمة ، والذي كان ضرورياً ورائعاً لصياغة تلك المرحلة من حياة الإنسانية قبل ظهور الحداثة بعد العصور الوسطى .

– ” العلمانية ” التي عرضتها ورقة المشروع هي – حسب مضامين الفقرة – التي أطلقت في خطابنا منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن . ومن خلال تفحص مضامين الفقرة يدل أن ورقة المشروع تتعامل مع هذا المصطلح على أنه أمر محدد المعنى ، ومتفق على أبعاده في المجتمع السوري . وقد وضح ذلك من خلال عدم اعتناء الورقة بتقديم دلالة المصطلح ، مكتفية بحضوره في الخطاب العربي ، وأنه حضور مترسخ لا يحتاج إلى إضاءة لمعنى المصطلح . وهذه الملاحظة على طبيعة فقرة العلمانية هي الأساس الذي ستنطلق منه هذه الورقة في حوارها مع فكر المشروع المقدم ، وليس مع الرجال الذين صاغوا هذا المشروع . لأن الورقة تتحسس أن المشروع المقدم هو من إنتاج عمل مؤسساتي في حزب الشعب الديمقراطي ، وليس إنتاجاً فردياً فيه . وهو ما يتضح من حجم المشروع المقدم أولاَ ، ومن التوقيع الذي مهر المشروع به خطابه وهو ” اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري ” . ولهذا فأن تصوغ اللجنة هذا المشروع فهو يعني أن العمل مؤسساتي وليس فردياً . وهذه نقطة هامة جداً تنعكس على كامل مضامين خطاب المشروع وصياغاته إيجابياً .

– لم تتوفر فقرة ” العلمانية ” على تعريف محدد لها ، وهو ما يدل على أن المشروع يعتبر هذه الدلالة أمراً مفروغاً منه في الخطاب العالمي ، ومن ثم في الخطاب السوري . ومن هذه النقطة ستطلق هذه الورقة حوارها ، من خلال كشفها بأدوات علم الإنسان أن العلمانية – بهذا الشكل الذي أطلقه مشروع الحزب – تتعارض بشكل تام مع مفهوم المواطنة ، وتشكل العلمانية انكفاءاً وانتكاسة في طبيعة عمل الحداثة في صياغة الإنسان الفرد في مجتمع يعيش حسب قيم ومعايير الحداثة .وهذا الحكم الذي ينطلق منه مشروع الحوار مع مشروع حزب الشعب الديمقراطي حول العلمانية ، إنما يعتمد على شكوى خفية خطاب المشروع من خلال شكواه من حالة المجتمع السوري فرداً وشعباً من ناحية  ونظاماً ودولة من ناحية أخرى .وهي شكوى لا يمكن أن تخطئها عين لأنها هي الشيء الذي يريد المشروع أن يتجاوزه ، ليدخل الدولة السورية إلى أن تصنف بمعيار الدول المتقدمة في القرن الحادي والعشرين . ولهذا فإن المشروع يعيب على نشاط كافة قوى الشعب السوري على عدم تجاهل عملية صياغة الشعب السوري بمعايير تتفق مع طبيعة التطور في زمن الحداثة .

– الحكم السابق الذي أطلقته هذه الورقة مفتتحة به الحوار مع مشروع الحزب وهو ” أن العلمانية في ظهورها في عصر التنوير الفرنسي وجعلها مشروع الثورة الفرنسية إلى العالم إنما شكلت انكفاءاً وانتكاسة في طبيعة عمل الحداثة الساعية إلى صياغة الإنسان الفرد في مجتمع يعيش حسب قيم ومعايير الحداثة ” ليس صدى لموقف أيديولوجي ثقافي ، بل هو تحليل علمي لطبيعة الحداثة وخصائصها حين نشأت في القرن السادس عشر ، من خلال أنها انطلقت من تغير في طبيعة خط التطور الإنساني الموروث من العصور الوسطى ، حين اتسعت حدود عمل هذا الخط وزادت عناصرها ، بسبب إدخال ارض الوطن كعنصر مركزي في بنية التطور في مرحلة الحداثة ، بعد أن كان خط التطور الإنساني في العالمين المسيحي والإسلامي في العصور الوسطى، يقتصر نشاطه التطوري على المادة الحية ممثلة الإنسان فرداً ومجتمعاً . إن تحليل مضامين خط التطور الإنساني ، بالمنهج العلمي لاكتشاف طبيعة الفروق العلمانية بين ما كان يجري في العصور الوسطى ، وبين ما صار يجري في مطلع العصور الحديثة ، ترينا أن الفروق قد انتقلت من الساحة الجديدة التي مد خط التطور الإنساني نشاطه إليها ، التي أدت إلى تغيير موقع فاعلية عامل التطور وانتقاله من أن يبقى مقصوراً على محبة الإنسان للإنسان ، ليصبح الحب موجهاً إلى أرض الوطن بمصطلح ” حب الوطن ” .

– وبما أن اللغة لا تتشكل من أصوات لغو وهذر وشقشقة لسان ، بل هي أصوات مادية حاملة لمضامين النظام الحي كنظام كوني منطلقاً من الإنسان الفرد ، ليعمل هذا النظام / المقيم لجسم الإنسان والمطلق لحركته / في خارج هذا الجسم لتشكيل الواقع الموضوعي حسب تعبير الفيلسوف كارل بوبر . فإن تحديد دلالات ألفاظ التطور الإنساني ، والمادة الحية ، والمادة الجامدة ، والإنسان الفرد ، والشعب ، والإنسانية . . . وغيرها من الألفاظ المستخدمة في خطاب الإنسانية المنشأ في مناخات طريقة عيش الحداثة هي ضرورة أوجبت ظهور علم الإنسان كعلم جديد لم تعرفه الإنسانية قبل ظهوره في سورية ، والذي يقوم على المنهج العلمي التجريبي المستخدم في علوم الفيزياء وعلوم البيولوجيا . وذلك لكي تتم دراسة الوجود الإنساني من منذ أن دب أول إنسان عار ( امرأة ورجل ) مفتتحين مشهد الوجود الإنساني حتى هذه السنة في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين . ومن خلال تحديد المادة المدروسة والمنهج المستخدم ، انطلق علم الإنسان في دراسة الظاهرة منشئاً مقدار البناء الذي توفرت دراسته في سورية على تعريفين أساسيين ينطلقان من رؤية الإنسان كجنس حي مادي متميز ، في علاقته التأثيرية مع الكون الفيزيائي .

– وصف العلمانية التي لم تعرفها ورقة المشروع بأنها تمثل انكفاء وانتكاساً في مسيرة تطور الحداثة ، يأتي من خلال كشف دلالة الحداثة بأدوات البحث في علم الإنسان ، وليس صدى لموقف ثقافي أيديولوجي لهذه الورقة . فالحداثة هي طريقة عيش في التطور تختلف عن طريقة العيش القديمة التي سادت في العالمين المسيحي والإسلامي في العصور الوسطى .ويرجع الاختلاف إلى توسع حدود ساحة عمل التطور الإنساني من اقتصاره على الإنسان كمادة حية ، إلى ضمه للوطن كمادة جامدة ، وتعلق عامل التطور الإنساني بأرض الوطن تحت شعار ” حب الوطن ” . بينما العلمانية كما تمت الإشارة إليها في فقرة العلمانية في مشروع الحزب هي : ” إن العلمنة في الغرب لم تقم فقط بتحرير الدولة والسياسة والعلم والمدرسة من سلطة رجال الدين ، إنما في المقابل حررت أيضاً الفكر الديني بشكل عام من طغيان التحالف الكهنوتي السلطوي ، الذي كان معيقاً لتقدم المجتمع ” ( المشروع ص 32 ) . وحسب كشف دلالة مصطلح الحداثة من أنها طريقة عيش جديدة ، اختلفت عن طريقة العيش القديمة السائدة في العصور الوسطى بسبب توسع حدود التطور الإنساني من المادة الحية وضمه للمادة الجامدة كذلك ، فإن العلمانية بهذا الشرح في الفقرة هي عدم متابعة ( انكفاء ) في نمو طريقة عيش الحاثة . وذلك لأنها أزاحت دور أرض الوطن عن موقعها المركزي في الحداثة ، وعادت مرة أخرى ( انكفأت ) تهتم بالإنسان الذي صاغته طريقة العيش القديمة بقيمها في فرنسا الملكية. وهذا الانكفاء – كما تشرحه بعض أدبيات علم الإنسان – شكل انتكاسة في طبيعة دور عامل التطور الإنساني وهو ” الحب ” الذي يوجد وينظم ، فحوله إلى عامل كره بدا في كل ما شاع من حراك الثورة الفرنسية داخلياً وخارجياً ، مما شكل منظومة قيم منتكسة ، سمحت لفلاسفة القرن التاسع عشر أن يتوصلوا إلى أن الصراع هو محرك التاريخ ، وأن تفعيل هذا المحرك يقوم على استئصال الآخر ونفيه وإقصائه . وليس من مهمة هذه الورقة المحاورة أن تفصل في خلفيتها التصورية ، لأن ذلك يخرج عن قصدها في أنها حوار محدود المساحة مع مشروع حزب الشعب الديمقراطي السوري . ولكنها كانت ملزمة بتقديم صورة قريبة لما قصدته بحكمها في أن العلمانية كانت انكفاء وانتكاسة في خط نشوء طريقة عيش الحداثة حتى هذا الوقت . إن الورقة هذه تريد أن تكشف أن العلمانية ليست هي التربة المناسبة لكي تنبت فيها المواطنة ، كهوية للإنسان الفرد وهو يعيش وهو يعيش في مجتمع تسود فيه قيم الحداثة ، وهذه القضية تتضح من خلال مقابلة دور العلمانية في تطور الحداثة ، وفي طبيعة المواطنة كهوية جديدة أنتجتها طريقة عيش الحداثة لكل فرد يعيش في مجتمع تطبق فيه الحداثة . إن صياغة المواطنة إنما تمت من مصطلح الوطن ، الذي صيغ في القفزة النوعية لخط التطور الإنساني وهو يوسع نشاطه من حدود الإنسان كمادة حية إلى الأرض . بهذا المنظور يتضح – ضمن حدود هذا الحوار – أن المواطنة كهوية ناشئة من علاقة الإنسان الذي انتهى تطور بنيته في طريقة العيش القديمة ، التي صاغت المجتمع والفرد في فرنسا الملكية ، إلى طريقة عيش العلمانية أخرى ، أطلق عليها اصطلاحاً ” الحداثة ” .

– المواطنة وهي هوية الفرد التي أسبغت عليه من الشعب الذي أقام علاقة مع أرض الوطن ، قد نشأت نقلة نوعية في خط التطور الإنسانية . وهذا ما سمح لهذه الورقة أن تستخدم وصف ” انتكاسة ” لدلالة على إنشاءات العلمانية في بناء طريقة عيش الحداثة . إن العلاقة مع أرض الوطن وحب هذه الأرض ، تفترض – نظرياً على الأقل – أن مادة التطور الإنساني قبل حدوث هذه النقلة النوعية قد نضجت وكملت ، حتى يمكن – نظرياً – أن يوسع خط التطور عمله ويمده إلى ساحة جديدة هي الأرض ، وأن يقوم هذا الإنسان ( الشعب هنا ) بحب وطنه . إن صياغة الشعب في الحداثة وليس الفرد هي النقلة في عمل التطور الإنساني في ساحته في المادة الحية وذلك حين شكل من خلال علاقته بأرض الوطن ، كائناً حياً جديداً مركباً من أفراد ، بديلاً عن الفرد ككائن حي ، والذي صاغه خط التطور الإنساني طوال فترة زمن طريقة العيش القديمة .

– الشعب هو الكائن الحي الجديد الذي شكله خط التطور حين أحدث نقلته النوعية إلى الحداثة ، وأقام من خلال هذا الكائن الحي الجديد العلاقة مع قطعة أرض محدودة هي ” الوطن ” ، وأطلق خط التطور حامله المؤثر وهو الحب لكي ينشيء علاقة ” حب الوطن ” . وهذا الشعب – ككائن حي مركب جديد – هو الذي منح كل فرد منه هويته الجديدة ” المواطنة ” ، والتي تختلف اختلافاً جذرياً عن هوية الإنسان الفرد في مجتمعه ، حين كان هذا المجتمع يعيش بقيم طريقة العيش القديمة .وهكذا فإن كل فرد في كل مجتمع يعيش قيم الحداثة ، إنما هو جزء عضوي من بنية الشعب ، الذي يتحدد بالأرض التي يعيش عليها . وليس بأي ملون آخر قد اكتسبه حين كان يتلقى كفرد ، عمل خط التطور الإنساني فيه . وهذا التفريق الذي كشفته أدبيات علم الإنسان في سورية هو ما سيعتمده مشروع “الوحدة الوطنية السورية” الذي سيقدمه علم الإنسان وفاء للدولة السورية التي نشأ في إدارتها .

– المواطنة هي إعلان واضح أن الفرد في طريقة عيش الحداثة هو جزء من كيان حي مركب هو الشعب ، وأن هويته تأتي من طبيعة مهام هذا الكائن المركب ، في نقله عمل خط التطور الإنساني إلى ساحة الطبيعة . وبهذا الترتيب لعناصر بنية التطور حين أحدث نقلته إلى الحداثة في القرن السادس عشر . نستطيع أن نرى بوضوح أن عودة عامل التطور الإنساني إلى المجتمع والفرد اللذين تم بناؤهما في طريقة العيش القديمة ، هو انكفاء في اندفاعة خط التطور الإنساني من ساحة المادة الحية إلى الأرض كمادة جامدة ، وتغيير لمساره التطوري بكل ما منحته إياه نقلته النوعية من طاقة حية ، وهو ما أربك مسار نمو الحداثة وأهدر الكثير من طاقاتها . وأن كل ما حاول مفكرو وفلاسفة العلمانية أن يبرروه بحاجتهم إلى تخليص المجتمع والفرد من آثار الدين الضارة ، إنما كان تزييناً لهذا الخط الانكفائي ، وتبريراً لكل ما سينتج من انتكاسة عامل التطور الإنساني ، الذي افتقد ساحته التي سيعمل فيها بإيجابية وهي أرض الوطن ، وعاد – تعامل كره بديلاً من أن يكون عامل حب – ليعمل في صياغة المجتمع والفرد بالعلمانية .

– هذه الورقة تريد أن تمتلك قدرة التأثير في القارىء الذي يتصفح مواقع الإنترنت ، ولهذا فهي تعتبر أنها قد أجابت على سؤالها الذي طرحته في عنوانها ” العلمانية – هل تصلح تربة فكرية لهوية المواطنة ” فأظهرت بأدوات العلم في حيزة الدارس للإنسان . أن العلمانية شكلت تربة فكرية لا تصلح لزراعة المواطنة . حين شرحت – في حدودها المسموحة – أن العلمانية انكفاء في مسيرة بناء الحداثة في خط التطور الإنساني ، أنها انتكاسة في فعل عامل التطور ، حين انتقل من خصائصه كحب / كما اكتسبها في مفهوم المحبة في المسيحية / ليصبح كرهاً وعداوة ، حين تصدى لتقويض الدين ودوره في بناء المجتمع والفرد ، كما ورثنا إياهما خط التطور الإنساني حين صاغ طريقة العيش في زمنه الطويل ، الذي انتهى بالدين التوحيدي وشكراً .      

       

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

عفواً‏..‏ الرئيس بشار

Next Post

طرق القراءة المعاصرة: إدوارد سعيد ضد جاك دريدا

Next Post

طرق القراءة المعاصرة: إدوارد سعيد ضد جاك دريدا

صدور التعليمات التنفيذية لمرسوم الدورة الاستثنائية

محافظات سورية: تستضيف عدة حفلات لمرسيل خليفة ودمشق تعرض اوبرا " كارمن "

2008 سنة الأدب العربي في بريطانيا

مؤتمر كردي سوري "وجهة نظر"

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
سبتمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  
« أغسطس    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d