خالد سميسم : (كلنا شركاء) 1/11/2010
تعرض أحد عمال حدائق دمشق الى الفصل النهائي من العمل بأمر من السيد محافظ دمشق بعد أن كشف تجاوزات و فساد في مديرية الحدائق بدمشق، و أكد العامل محمود القلاع أنه تعرض للتهديد بالقتل من قبل مهندس موظف في مديرية الحدائق و من المتعهد الذي يعمل في حديقة الفيحاء الواقعة في حي التجارة بدمشق.
و علمت كلنا شركاء أن لجنة من الرقابة الداخلية في المحافظة تقوم حاليا بالتحقيق و تضم كل من المهندسين إياد خميس و أحمد طالب و مهند مرعشلي تقوم و حسب المعلومات التي حصلنا عليها من داخل محافظة دمشق تحقق في التجاوزات التي حصلت مؤخرا في حديقة الفيحاء الواقعة في حي التجارة، و التحقيق يشمل آليات تنفيذ مشروع الحديقة من بناء و أعمال بيتون مطبع، و كذلك التحقيق في نوعية المواد التي قدمها المتعهد للبناء و المواد الزراعية المقدمة أيضا من رولات و نباتات و أي من المواد الإنشائية و الحدائقية و كل ما يتعلق بالعقد الذي ينفذه كل من المتعهد ( أ ـ آ) و بإشراف مباشر من المهندس رئيس القطاع السادس في الحدائق (ب ـ ح) و إشراف غير مباشر من مدير الحدائق بشار بسطاطي.
و جاء العقد الذي كان بين المتعهد (أ ـ آ) و محافظة دمشق مديرية الحدائق تحت تسمية تأهيل حديقة الفيحاء حيث أن مجموع الكشف التقديري بلغ 10015642 ليرة سورية، حيث يبدأ التنفيذ في 27 /8 / 2009 و ينتهي العمل بمدة تصل حسب العقد المذكور نحو 180 يوما.
و لا بد من الإشارة ان المتعهد ذاته قد نفذ عقد تأهيل حديقة دمشق في حي العدوي أيضا، و كان العامل محمود قلاع و هو عامل مؤقت في مديرية حدائق دمشق يعمل في المشروعين، أي مشروع تاهيل حديقة الفيحاء و مشروع تأهيل حديقة دمشق، و تبدأ مشكلته حين وصل إلى كم من المعلومات التي تضر بكل من المتعهد (أ ـ آ) و رئيس القطاع السادس و هو المشرف المسؤول ( ب ـ ح) و كذلك بمدير الحدائق حيث عملوا على فصله من العمل نهائيا بعد أن حصلوا على أمر من السيد محافظ دمشق، و كان الفصل تحت ذريعة الغياب المتكرر، و يؤكد القلاع بأن هذه الذريعة غير صحيحة أبدا، و بأنه تعرض هو و عائلته إلى ظلم شديد بعد أن أوقف عمله و راتبه الذي لا يتجاوز الستة آلاف ليرة سورية.
و كشف العامل محمود القلاع في شكواه الذي تقدم بها إلى أكثر من جهة مسؤولة علها تنصفه من الفاسدين كما وصفهم ليعود على عمله مصدر رزقه الوحيد عن تلاعب كبير يقوم به كل من المهندس المسؤول في مديرية الحدائق و المتعهد حيث أن دعمهما يأتي مباشرة من مدير الحدائق.
يقول: ( تم التلاعب في العقود و تحديدا في الكرستة و بمضمون الجودة المشترطة عليها مثل السيراميك في مشروع تأهيل حديقة دمشق، حيث طلب مني المتعهد تمزيق الغلاف الخارجي للعلب الكرتونية التي تحوي السيراميك و حرقه فورا، إذ كان السيراميك من نوع ستوك و ليس جيد أو ممتاز حسب العقد المبرم).
العامل محمود القلاع يحدثنا ثم يلوذ بالصمت، الصمت خوفا من الدعم الذي يدعيه حسب ما أخبرنا كل من ظلمه و قطع رزق أولاده، و يدعو ما بين الحين و الآخر الله ليأخذ له حقه أو يسلط عليهم جهة في الحكومة أقوى منهم، جهة عندها ضمير و تحترم العمال الفقراء.
يتابع العامل ما حصل معه بقوله : ( أخذت علبة فارغة للسيراميك لتقديمها إلى الرقابة الداخلية في المحافظة، و عندما علم المتعهد اتصل بالمهندس المشرف على الحديقة و هو رئيس القطاع السادس الذي طلبني إلى مكتبه و هددني بأني إذا ما اقتربت من عمل المتعهد سينقلني إلى مكان آخر، و بالفعل نقلني من حديقة دمشق إلى حديقة الفيحاء، و بعد ذلك اتصل معي المتعهد ليقول لي إذا ما دخلت الحديقة سوف أكسر قدمك و لا تلوم إلا نفسك).