تكتسب التقارير المدعمة بالأرقام حول النهضة المباركة مصداقيتها من كونها نابعة من دراسات محاسبية موثوقة وموثقة يمكن الرجوع إليها في الوقت المطلوب لاستلهام الحكمة الكامنة فيها تلك الحكمة التي مكنت بلادنا من الاستغلال الرشيد لثرواتها وموقعها الجغرافي ومميزات الشخصية العمانية واستعدادها الدائم للنهوض كلما اتيحت الفرصة لذلك الفرصة جاءت حينما برزت من بين ظهراني الشعب العماني قائد حباه الله بعد الرؤية ونفاذ البصيرة كي يرتب أوراق النهضة والنهوض بهذا الشعب واستثمار إمكانياته وقدراته.
وتوفير البيئة الملائمة له كي ينهض بنفسه وبوطنه حتى وصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم من نهضة وتحضر كانت نتاج عصارة فكر القائد الملهم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ممتزجا بولاء وإخلاص كل عماني على أرضنا الطيبة .
وإذا كنا في الماضي ننظر إلى مستويات التحضر التي اصبحت عليها دول اخرى سبقتنا في مضمار الحضارة والتحديث وخاصة بعد عصر النهضة الأوروبية وما تبعها من دخول عصر الصناعة وامتزاج العلم بالامكانيات المادية ، فإننا اليوم ونحن نقترب من يوم الاحتفال بالذكرى الأربعين لنهضتنا المباركة قد أصبحنا بما حققناه من تقدم ونهضة عمرانية مثار إلهام لدول أخرى تسعى للحاق بركب التنمية والتحديث مستلهمة الانجازات التي تحققت على أرض السلطنة ومستضيئة بالنسق الفكري والنظريات الرائدة وتطبيقاتها الملموسة على أرض الواقع .
وقد صرنا ولله الحمد نقف جنبا إلى جنب مع البلدان المتحضرة في مستوى ما تحقق من إنجازات ، ويبقى الفارق في تاريخ الانطلاق وسرعة الانجاز الذي يحسب إلى جانبنا ويضيف إلى رصيدنا بالنظر إلى الفارق في وقت الانجاز ما بين دول امضت مئات السنين لتنهض ، وما بين ما حققناه خلال اربعين عاما فقط .
والحقيقة ان التقرير الاقتصادي الذى صدر أمس في كلمة معالي وزير الاقتصاد الوطني نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة كان ضافيا وافيا في تعبيره عن حجم المنجزات التي شملت شتى نواحي الحياة على أرضنا الطيبة .
وأيضا في شرحه لحجم الجهود التي بذلت لتصنع هذا الفارق الهائل المدعوم بالأرقام والنسب المئوية بين ما كنا عليه في العام الأول لقيام النهضة الحديثة وما صرنا عليه مع مطلع هذا العام ليس هذا فحسب وإنما أصبح لدى المواطن العماني رؤية مستقبلية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة في إطار اقتصادي مستقر على أسس راسخة من الامكانيات البشرية والمادية .
ومع كل إطلالة على المؤشرات المتصاعدة لحجم المنجزات تبرز إلى السطح معالم الجهد المبذول لبلوغ هذه الغاية ، ومدى الحرص والمتابعة والتقويم وتذليل الصعوبات الذى أبداه راعي المسيرة النهضوية حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي أثبت قدرته على تحقيق ما وعد به واستحق بذلك كل الولاء والانتماء من أبناء الوطن الأوفياء الذين يشعرون بالفخر والاعتزاز بما وصلت إليه النهضة المباركة في عامها الأربعين وستظل التقارير حول مسيرة المنجزات النهضوية سجلا موثقا تتزايد صفحاته مع اختتام كل مرحلة زمنية تجتازها مسيرة عمان المظفرة صوب المجد والازدهار .
الوطن