القدس العربي: 16-2-2011
حين قامت الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، هبت رياحها على عموم أوروبا لأكثر من نصف قرن… فانتقلت عدواها إلى بلدان أوروبا كلها، ومن لم تلفحه رياح الثورة، لفحته رياح الإصلاحات القسرية الجذرية التي طالت بلدا الأوضاع فيه كانت جيدة عموماً كسويسرا.
ولهذا اعتبرت أوروبا بعد الثورة الفرنسية، ليست كأوروبا قبلها، فقد غدت فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي ليس لفرنسا فقط بل لأوروبا بوجه عام.
حدث هذا في زمن لم تكن فيه فضائيات ولا انترنت ولا مواقع تواصل اجتماعي من فيسبوك وتويتر وغيرها، ولم تكن هناك صور تلفزيونية تؤثر، ومقاطع فيديو تلهب المشاعر، وآراء لمفكرين وكتاب وسياسيين يظهرون على الشاشات على مدار الساعة… فما الذي يمكن ان يحدث بعد الثورتين التونسية والمصرية، ونحن نعيش معهما لحظة بلحظة، شئنا أم أبينا؟