النهار: 22-2-2011
قبل أسابيع كان مجرد توجيه انتقاد لفظي الى النظام في ليبيا يعتبر ضرباً من ضروب الجنون، فعلى مدى 42 عاماً، اي منذ تسلم العقيد معمر القذافي السلطة بعد اطاحته حكم الملك ادريس السنوسي بانقلاب عسكري في “الفاتح من سبتمبر” (ايلول) 1969، اكمل نظام الحكم القائم في طرابلس مهمة تصحير ليبيا بالكامل، ليس جيولوجيا فحسب بل سياسياً وثقافياً واجتماعياً أيضاً، اذ اجهز النظام على المعارضين او اصحاب الرأي الآخر وحتى انه “نظّف” البلد من كل انواع الحياة السياسية والمدنية والنقابية، ومارس قمعاً لا مثيل له ضد الحريات على اشكالها، لا سيما حرية التعبير والاعلام، وفرض سلطة ديكتاتورية وكرس عبادة الزعيم الفرد تحت شعار: “كل السلطة للشعب والجماهير”.