آلاف من الذين جندوا للدفاع عن النظام , ينزلون الى شوارع دمشق من منطقة ال86 بالمزة, وهم يقودون سيارات تحمل الرايات والاعلام وصور للرئيس ووالده , يخرجون من نوافذ السيارات المحملة بأعداد كبيرة منهم وهم يهللون للنظام صباح مساء , يصيحون ويطلقون زمامير السيارات والأغاني التي تمدح وتمجد النظام , ضجيج لم يعد سكان دمشق يحتملونه قلباً وقالباً .
يريدون بأفعالهم هذه أن يقولوا لنا بأن سوريا لهم وحدهم , يفعلون فيها ما يحلو لهم دون خوف من رادع أو ضابط , بحكم ولائهم للسلطة والنظام .
أقول لهم لا… أنتم مخطئون فسوريا لجميع أهلها , نحبها وندافع عنها بالدم والروح , ونرفض مثل هذه الاستعراضات .
كل سكان دمشق يعلمون من هم هؤلاء , ومن أين أتوا , ولماذا يأتون جيوشاً إلى دمشق كما يأتون الى باقي المحافظات الآن , إنهم يأتون ليحموا النظام من ثورة الشعب لنيل الحرية ورفع الظلم , هم من أبناء الضباط والموظفين الذين جندوا ليحموا النظام , هم من المستفيدين والمفسدين في هذا البلد , هم من احتلوا مناطق كاملة في قلب دمشق , أصبحت لهم بوضع اليد وبقوة السلطة , يسكنون بالمجان ويركبون السيارات بالمجان لا يسددون فواتير الكهرباء والماء والهاتف التي أصبحت ترهق كل بيت في سوريا بينما تسخر كل أرزاق البلد لهم , لذلك هم يخرجون لنصرة النظام والدفاع عنه بكل هذا الإصرار يجوبون شوارع دمشق ليل نهار في حين تكم الأفواه المطالبة بالحرية , في حين يقبع سكان دمشق في بيوتهم خوفاً من النزول الى الشوارع , فمن خرج من الشعب لإبداء رأيه وحزنه على شعب درعا المحاصر والذي يقتل أبناؤه أمام عينيه , يكون مصيره إما القتل أو الاعتقال .
من يجرؤ من أهل دمشق أو غيرها من المحافظات السورية على حمل السلاح والتجول في الشوارع لأي سبب كان , في حين أن شبيحة النظام تتباهى بحمل السلاح والهراوات الحديدية ضد المتظاهرين العزل واطلاق الرصاص الذي يتردد صداه في كل لحظة , وكأن سورية أ صبحت في جبهة حرب لتحرير الجولان الغالي على قلوبنا , على الرغم من تعهد النظام بألا يتم إطلاق الرصاص , من يجرؤ للخروج بشكل عفوي لإبداء رأيه بحرية دون أن يعتقل أو يقتل .
تعالوا إلى الناس واسألوهم عما يحدث , اسمعوا بأنفسكم صوت الرصاص الذي يطلق بين البيوت والذي يرعب صغارنا ويدخل القلق لقلوبنا مما يحدث .
لماذا يطلقون النار ؟ ليرهبون الشعب أم ليقنعونا بالأمان الذي ينعم به النظام على شعبه , لا لن نخاف فكلنا ينتظر اللحظة التي يستطيع فيها أن يعبر عن رأيه بحرية دون خوف من سلطة النظام وبطشه , لن يسكتوا أصوات الحرية التي علت , فقد صمت الشعب سنوات طويلة ازداد خلالها النظام وأجهزته الأمنية المسلطة على الشعب تعنتاً وغطرسة ظناً منه أن الشعب سيسكت للأبد , آن الاوان أن يهب شعب سوريا منادياً بالحرية ووقف الظلم والاستبداد , الجميع سيخرج دفاعاً عن وحدة ونصرة وكرامة سورية , من كل أطياف المجتمع السوري , سيخرج الجميع من كل المحافظات دون تجييش لطائفة معينة , فالشعب يريد الحرية للجميع .
الحرية آتية وإن جند النظام الكثير لقتلنا وإرهابنا بالسجن وإسكات صوت الحق والحرية فينا , الدماء التي أريقت , والشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن سوريا وحريتها سيبقون وصمة عار في سجل النظام سابقاً ولاحقاً لن يستطيع النظام بالطريق الذي يسير فيه إصلاح ما أفسده خلال الأربعين سنة الماضية , لن يستطيع قطع الأيدي التي ساعدته على سرقة البلد ونهبه وقتل أبناء شعبه الذين ينادون بالحرية , الحرية التي انتزعت من الشعب منذ أكثر من أربعين عاماً لابد ستعود , سيعود المهجرون عن سوريا ستطلق الحريات ولو كان الثمن المزيد من دماء شعبنا والمزيد من أرواح الشهداء , وعد قطعه الشعب على نفسه ولن يهدأ حتى يتحقق .
إنها دعوة للنظام بأن يعيد حساباته فالشعب سار في طريق الحرية ولن يعود , مهما بلغ البطش ومهما طال .كلنا فداء لحرية وكرامة شعب سوريا .
30 / 3 / 2011
رجاء