بيان إلى الشعب السوري
بعد أسبوعين من الاحتجاجات المتصاعدة في سورية التي تطالب بالحرية والكرامة ، ويتسع مداها من مدينة إلى أخرى ، وبعد سقوط مئات الشهداء في درعا واللاذقية وغيرهما بقرار واضح لا يحتمل اللبس ، خرج الرئيس السوري على الشعب وأمام ” ممثليه ” في مجلسهم لينبئهم بفهم النظام للأزمة وخياره للخروج منها ، فألبسهم ثوب الخيبة والإحباط والصدمة .
يرى النظام أو هكذا يريد أن يقول: ” أن هناك مؤامرة تستهدف سورية وممانعتها ” . وهذه اللغة لم تعد تقنع أحداً من السوريين . فهناك استحقاقات تتطلب إصلاحاً حقيقياً ، راكمتها ممارسات النظام وأخطاؤه على مدى أربعة عقود ، كان الشعب السوري وما زال ضحية لها ، في ظل حالة من الاستبداد والقمع ، قل نظيرها في المنطقة .
يرى النظام أيضاً أن تحرك الشعب السوري السلمي طلباً لحقوقه المسلوبة مجرد فتنة . أية فتنة هذه ؟ ! إن الفتنة تبدو جلية في خطاب النظام السياسي والإعلامي وفي ممارساته المختلفة على الأرض . عندما يعلن الرئيس مهدداً إذا أصر المحتجون على مطالبهم المحقة – وهي باعتباره فتنة – فإنه مستعد لمواجهتها .
إن الشعب السوري بكل تكويناته القومية والدينية يرفض هذه الفتنة وأي فتنة ، وسوف يفشلها بوعيه وتمسكه بالوحدة الوطنية . ويرفض هذا النهج وأدواته ، لأنه يتطلع إلى المستقبل الوطني لبلده في إطار السلم الأهلي والمساواة والمواطنة .
وضع النظام الشعب السوري أمام خيار صعب مفاده إما الرضوخ لاستمرار الأمر الواقع أو مواجهة الموت والقمع ، ولا مجال لأي توسطات في رؤية الأمور والمخارج . وهذا المنطق التعسفي في تناول الأزمة سوف يزيدها تعقيداً مع تزايد أعداد الشهداء ، ويدخل البلاد في منعرجات خطرة ومجهولة ، يتحمل النظام وحده المسؤولية الكاملة عنها أمام الله والتاريخ وأمام الشعب السوري .
إن الشعب السوري يريد حريته وكرامته وهو مصمم على الفوز بها سلمياً . فحراكه جزء من الحراك الذي تشهده المنطقة ، ويتقدم في العديد من بلدانها ، ويحرز انتصاراً تلو الآخر . ولا مفر من التغيير .
والمخرج الوحيد من الأزمة يبدأ بوقف القتل وأعمال القمع ، وأن تنسحب قوى القمع من الشوارع ، لأنها الجهة المسؤولة عن سقوط الضحايا ، كيما يفتح في المجال للعملية السياسية .
عاشت سورية حرة وديمقراطية
2 / 4 / 2011
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
الأمانة العامة