حذّرت دراسة أصدرها “معهد دراسات الحرب” في واشنطن، الرئيس الأميركي جو بايدن من الوقوع بخمسة أفخاخ خطيرة، في أثناء إعادة إدارته لصياغة سياستها في سوريا.
وقال المعهد خلال شهادة قدمها أمام مجلس النواب الأميركي، إن “أكبر الفخاخ التي تنصبها روسيا للإدارة الأميركية هي قبول التطبيع مع نظام الأسد، مقابل روايات مضلّلة تروّج لها روسيا، مثل انتهاء الحرب، وحماية الأقليات، والمساعدة في ملفي عودة اللاجئين وإعادة الإعمار في حال رفع العقوبات الاقتصادية عن نظام الأسد”.
وشدّد المعهد على ضرورة وجود موقف حازم من الضغوط الروسية لإعادة النظام للجامعة العربية، مؤكداً أن “التطبيع مع النظام بذريعة أنه سيجلب الاستقرار للبلاد خيار زائف، وعواقبه ستكون سيئة جداً”.
واعتبر أنه في حال التطبيع مع النظام، فإنه سيقود حملة انتقامية ضد المعارضين، وسيحكم على المزيد من السوريين بالاعتقال والتعذيب والإعدام، ممّا سيغذّي موجة تجنيد جديدة من قبل الجماعات المتشددة، وسيجعل أزمة اللاجئين دائمة.
ونبّه المعهد في دراسته من “الوقوع في فخّ التطبيع مع زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، لا سيما أنه يحاول استغلال الأوضاع الإنسانية الرهيبة في محافظة إدلب، لابتزاز الاعتراف الذي يضفي الشرعية على وجوده، ويمنحه حرية الوصول للعديد من الموارد المالية”.
وأكد ضرورة عدم قبول الجولاني في صفوف المعارضة المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن حملات زعيم تحرير الشام الإعلامية لتحسين صورته، عبر استقبال الصحافيين الغربيين، إنّما هي “روايات زائفة يسعى من خلالها لشطبه من لوائح الإرهاب”.
وحذّر المعهد من دعم أو منح الاستقلال الكردي شمال شرقي سوريا، أي نوع من الشرعية الدولية، مؤكداً أن هذا الفخ من شأنه أن يحرّض على تدخّل عسكري تركي جديد في المنطقة، ويعطّل بشكل كبير جهود مكافحة تنظيم “داعش” إن لم يكن إنهاءها.
وأوصت الدراسة بعدم انسحاب القوات الأميركية من سوريا، لأن هذا من شأنه أن يزيد من خطر اتساع الحرب التركية مع حزب “العمال الكردستاني”، ويمهّد الطريق لاستغلال إيران وروسيا، للانسحاب الأميركي للحصول على مواقع استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية.
ونبهت الدراسة من توقع الإدارة الأميركية دوراً روسياً بناءً، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب، أو تحجيم نفوذ إيران، أو تقديم تسوية دبلوماسية تنهي الحرب في سوريا.
“المدن”