دارت اليوم المواجهات عنيفة في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قتل فيها سبعة فلسطينيين، في جبهة ثالثة بات يقاتل عليها الإسرائيليون الى جانب التصعيد المتواصل مع قطاع غزة والمواجهات في البلدات المختلطة العربية واليهودية.
ووصل المبعوث الاميركي هادي عمرو إلى إسرائيل “للعمل على تثبيت هدنة مستدامة”. وقال البيت الأبيض إن ” تركيزنا ينصب الآن على استخدام علاقاتنا في المنطقة لحل الأزمة بين إسرائيل وحماس”. وكرر تأكيده حق إسسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وبدأت المواجهات في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية بتظاهرات غاضبة تضامناً مع الفلسطينيين في غزة والقدس الشرقية التي انطلق منها التوتر قبل أسابيع، ثم تطورت الى صدامات عنيفة مع الجيش قتل فيها عشرة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 150 بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني.
في الوقت نفسه، أبقت إسرائيل الضغط على قطاع غزة، وواصلت قصفها بالطائرات والمدفعية، مما رفع إلى 122 قتيلاً ضحايا القصف منذ الغثنين الماضي، إضافة إلى دمار كبير.
وقال نتنياهو إن الضربات لن تنتهي قريبا، وأضاف في بيان صدر إثر اجتماع في وزارة الدفاع : “قلت إننا سنكبّد حماس ومجموعات إرهابية أخرى خسائر كبيرة، إنهم يدفعون وسيظلون يدفعون ثمنا باهظا. الأمر لم ينته بعد”.
في الوقت ذاته، واصلت “حماس” والفصائل الفلسطينية إطلاق دفعات متتالية من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتّجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، حيث قتل تسعة أشخاص منذ الاثنين.
وأمطرت إسرائيل قطاع غزة فجر الجمعة بوابل من قذائف المدفعية والقصف الجوي مع استهدافها لشبكة من أنفاق النشطاء الفلسطينيين في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية على بلدات إسرائيلية.
وأضاءت سماء غزة كرات كبيرة من اللهب البرتقالي ليلا. ودمّرت منازل عديدة، أو لحقت أضرار جسيمة بها في القطاع المكتظ بالسكان.
وشبّه الفتى محمد نجيب (16 عاما) من سكان حي الرمال في مدينة غزة، القصف بـ “فيلم رعب”.
ويعتبر هذا القتال الأشد منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وعزز الجيش الإسرائيلي انتشار دباباته ومدرعاته على تخوم القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس الجمعة إن القوات البرية شاركت في الهجوم ضد الأنفاق في غزة من الأراضي الإسرائيلية.
وأطلق في اتجاه إسرائيل أكثر من 1800 صاروخ منذ الاثنين من قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي الذي أشار الى أن منظومة “القبة الحديدية” الصاروخية الدفاعية اعترضت 90 في المئة منها.
واستهدفت اسرائيل نحو 750 هدفا في قطاع غزة، قالت إنها أهداف عسكرية بينها منشآت لتصنيع القنابل التابعة لحركة “حماس” ومنازل لقادة كبار.
ويقدر أن أكثر من 30 من قادة “حماس” وحليفتها حركة “الجهاد الإسلامي” قتلوا في الضربات الإسرائيلية.
وتمت تسوية ثلاثة أبراج في غزة بالأرض، بينما دفع القصف العنيف عائلات كثيرة الى مغادرة منازلها ومحاولة البحث عن مكان أكثر أمنا.
جبهة الداخل
في الداخل الإسرائيلي، تواصل قوات الأمن محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين اليهود والعرب في البلدات المختلطة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن “قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل”، وحضت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.
وتخلّلت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال “تعزيزات مكثّفة” من القوى الأمنية إلى تلك المدن.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه تم اعتقال أكثر من 750 من “مثيري الشغب” هذا الأسبوع بينهم أكثر من 100 الليلة الماضية، وتم تمديد اعتقال أكثر من 400 على ذمة التحقيق.
وأضاف أن الاعتقالات شملت يهودا إسرائيليين “كانوا يتجولون بحثا عن المشاكل” في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة “بالزجاجات الحارقة”.
وقال نتانياهو الجمعة تعليقا على المواجهات في البلدات المختلطة: “قلت اليوم وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعماً كاملاً، من أجل استعادة القانون والنظام العام”.
وأضاف انه تمّ منح هذه القوات “صلاحيات الطوارئ”، وبالتالي يمكنها “إشراك جنود جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي” في عملها.
واعتبر ان “كل هذه الإجراءات مهمة وشرعية وضرورية من أجل وقف العربدة داخل دولة إسرائيل”، داعيا “مجددا المواطنين الإسرائيليين إلى عدم تطبيق القانون بأنفسهم، ومن يفعل ذلك سيعاقب بشدة”.
مجلس الأمن الأحد
ويجتمع مجلس الأمن الأحد للبحث في التطورات في المنطقة، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى “وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل”.
وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على “الضرورة الملحة لعودة السلام” في الشرق الأوسط، مؤكدا خلال محادثة مع نتنياهو “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، ومعربا في الوقت نفسه عن “قلقه على السكان المدنيين في غزة”.
في النمسا، رفعت السلطات العلم الإسرائيلي على عدد من المباني الرسمية الجمعة تعبيرا عن تضامنها مع اسرائيل في مواجهة الهجمات التي تطلقها من قطاع غزة حركة “حماس ومجموعات إرهابية أخرى”، ومثلها فعلت سلوفينيا.
وخرجت تظاهرات محدودة في لبنان والأردن تضامناً مع الفلسطينيين.
وقتل لبناني برصاص جنود إسرائيليين بعدما حاول اجتياز السياج الشائك الفاصل بين جنوب لبنان ومستوطنة المطلة الحدودية خلال تظاهرة داعمة لغزة.
وقتل لبناني برصاص جنود إسرائيليين بعدما حاول اجتياز السياج الشائك الفاصل بين جنوب لبنان ومستوطنة المطلة الحدودية خلال تظاهرة داعمة لغزة.
في عمان، تظاهر آلاف الأردنيين الجمعة في العاصمة وقرب الحدود مع إسرائيل والضفة الغربية، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس.
وتظاهر مصلون الجمعة في مدن مغربية عدة لإدانة القصف الإسرائيلي على غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفق ما أفادت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة المقربة من جماعة “العدل والإحسان الإسلامية” المعارضة.
“النهار العربي”