قبل 21 عاماً، مات الأبد. كان في حافظ الأسد كل ما يشي بأنه لا يموت حين تستسلم ذاكرة يافعة، كذاكرتي، للطقوس التي صنعت أبدية الرجل، وهو من يُذكر في يومياتنا أكثر من الله.
في عصر اليوم العاشر من حزيران/ يونيو 2000 مات حافظ الأسد، وهو موت كان ليلتبس على ذاكرة كثيرين من كارهي الرجل، كما محبيه، لولا أن الناعي هو مروان شيخو كبير مقدمي التلفزيون العربي السوري.
التباس موت الأسد صنعه تدجين هائل لذاكرة جماعية سورية- لبنانية عن رجل نادراً ما ذكر اسمه بلا مرادفة “الأبد”، والأخير ليس سوى مفهوم زمني لا يحتمل التأويل، فالأبد هو الأبد.
حافظ الأسد، ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي، صار الرجل الأكثر حضوراً في يوميات اللبنانيين، ناهيك بالسوريين، وهو حضور لا يمكن أن تكتب السياسة اللبنانية إلا طوعه.