مع تصريح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه سيحاول إقناع نظيره الأميركي باراك أوباما بأن الحوار مع ايران يجب الا يكون على حساب "الخيارات الاخرى" التي لا تزال اسرائيل تحتفظ بها، أوردت صحيفة "الجيروزاليم بوست" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبلغ الى أوباما بدوره ان اسرائيل ستقبل بـ"بعض صيغ" مبادرة السلام العربية في مقابل الحصول على دعم أميركي لها في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. غير ان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس كرر موقفه بأن العقوبات على طهران أكثر فائدة من الخيار العسكري.
وقال بيريس إنه سيكرر على مسامع أوباما حين يلتقيان الاثنين ان إيران "خطر على العالم، ويجب العمل معاً من أجل إبعاد هذا الخطر عن البشرية".
وأشارت الصحيفة الاسرائيلية الأربعاء إلى ان السفارة الاسرائيلية فى الولايات المتحدة أعلنت لقاء أوباما وبيريس بعد إرجاء نتنياهو زيارته لواشنطن حتى منتصف أيار لأنها "تحتاج الى مزيد من الوقت لاستكمال عملية المراجعة السياسية قبل توجهه الى الولايات المتحدة". ونقلت عن مصادر قريبة من عملية المراجعة السياسية التي تجريها الحكومة الجديدة أن اسرائيل ستتوصل الى تسوية في شأن الملف الفلسطيني، وقد ترضى بـ"بعض صيغ" مبادرة السلام العربية، في مقابل الحصول على "مزيد من المساندة المباشرة والصريحة من الولايات المتحدة على صعيد الملف الايراني"، من دون تحديد ما إذا كان ذلك يشمل الدعم اللوجيستي لاي هجمات اسرائيلية في حال حصول مواجهة عسكرية مع طهران.
ونسبت الى مسؤول "يعد قريبا من الملف" أن قبول "بعض اجزاء" المبادرة العربية للسلام لا يعني ان اسرائيل وافقت عليها بكاملها، وان هذه الخطوة ستكون شكلية اكثر من كونها جوهرية، نظرا إلى ان اسرائيل توافق على "بعض الاجزاء" من المبادرة منذ سنوات. كما ان "الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس وصف المبادرة العربية بأنها مهمة، في حين قال رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت انها تحتوي على عناصر ايجابية". وأضاف "المشكلة الرئيسية تكمن في حق اللاجئين في العودة، إذ تدعو المبادرة الى "مجرد حل" وفقا للقرار 194 الصادر عن الجمعية العمومية للامم المتحدة عام 1948 والذي يقضي بالسماح للاجئين الذين يرغبون في العودة الى منازلهم والعيش في سلام بان يفعلوا في اقرب تاريخ ممكن"، بينما تعتقد اسرائيل أن كلمة "مجرد" تعني لدى الديبلوماسيين العرب "ازالة دولة اسرائيل اكثر من كونها دعوة للتوصل الى تسوية".
وفي واشنطن، اعتبر غيتس ان الخيار العسكري لإرغام ايران على وقف برنامجها النووي سيكون عديم الجدوى، وان العقوبات أكثر فائدة. وقال ان توجيه ضربة عسكرية سيجعل ايران تلجأ اكثر فأكثر إلى المنشآت المحصنة تحت الأرض، لذلك يتوجب على الولايات المتحدة وحلفائها إقناع طهران بأن تسلحها النووي سيطلق سباقاً في المنطقة يجعل إيران نفسها أقل أمناً.
طهران
وانتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمة في مدينة شيراز، سيطرة جماعات الضغط الإسرائيلية "ذات التوجهات الصهيونية" على الساحة السياسية في الغرب. وقال انه "في دولة ديموقراطية ليبرالية، يستفيد أفراد وأحزاب سياسية من جماعات بعينها الى درجة يمكن عندها أن يخضع رئيس دولة كبيرة لرغبات أقلية صهيونية وعدوانية وقتلة. إن أصوات الناس ليس لها تأثير كبير على السياسة في الغرب، ذلك ان السلطة متركزة بين حزبين أو ثلاثة أحزاب"، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي يتداول الجمهوريون والديموقراطيون السلطة فيها منذ عام 1853.
وتوقع انهيار نظام "الاستكبار" العالمي لأنه "وصل الى طريق مسدود".
ووصف القائد العام للحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري اعداء النظام الاسلامي في بلاده بأنهم "زمرة تضم مناهضي الثورة الاسلامية والاشرار والمنبوذين"، وهم "يريدون إضعاف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على كل الصعد، ومن ثم اسقاطه وذلك باستخدام اقصى طاقاتهم وبدعم لا محدود من الاستكبار العالمي".
الجزر الثلاث
ورد الناطق باسم وزارة الخارجية حسن قشقوي على طرح قضية الجزر الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى على الاجتماع المشترك الـ19 بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وقال ان الجزر "ستبقى، الى الأبد، جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الايرانية". وأسف لطرح قضية تتعلق بـ"وحدة الأراضي الايرانية" في ذلك الاجتماع، مشيراً إلى وجود "سوء تفاهم بسيط" على جزيرة ابو موسى سيحل من طريق المحادثات الثنائية بين ايران ودولة الامارات العربية المتحدة. غير ان طرح القضية في بعض المحافل وتدخل "أطراف ثالثين" لن يساعد على حلها.
و ص ف، رويترز، أ ش أ، أ ب