رام الله ـ أحمد رمضان ووكالات
المستقبل –
اعلنت القيادة الجنوبية للجيش الاسرائيلي يوم امس انها تقوم ببناء جدار فاصل على جزء كبير من الحدود بالقرب من قطاع غزة وذلك لمنع محاولات التسلل على طول الحدود مع مصر، فيما ذكر مصدر امني إسرائيلي امس ، أن مصر قررت وبشكل نهائي وقف عمليات تهريب الاسلحه من سيناء لقطاع غزة عبر أنفاق رفح جنوب قطاع غزة.
والجدار الذي يتكون من سياج واسلاك شائكة، يجري بناؤه على امتداد 40 كيلومترا، ويمتد بين معبر "كيريم شالوم" (كرم ابو سالم)، في الركن الجنوبي الغربي لقطاع غزة والحدود الاسرائيلية حتى بلدة نيتسانا الى الجنوب.
وهذه المنطقة كانت تستخدم للتسلل من قبل مهربي المخدرات واللاجئين لدخول إسرائيل.
وقالت مصادر في الجيش الاسرائيلي ووحدات هندسية من القيادة الجنوبية انه تم بناء الجدار وتعزيز مواقع القوات الإسرائيلية الموجودة في المنطقة منذ عملية الرصاص المصبوب على غزة.
وتابعت المصادر انه "مع تشديد الإجراءات الأمنية على طول السياج الحدودي مع غزة، هناك مخاوف من ان عناصر حماس والجهاد الاسلامي ستكثف جهودها من أجل العبور الى صحراء سيناء، المليئة بالثغرات مع اسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، هناك قلق اسرائيلي من استغلال تلك الثغرات من قبل حزب الله للتسلل الى اسرائيل. اضافت المصادر ان الحدود مع قطاع غزة مغلقة بإحكام أساسا ونحن متخوفون من ان الارهابيين سيحاولون التسلل عبر الحدود المصرية".
وهذا السياج على طول الحدود يجري بناؤه لأول مرة بعد فك الارتباط من قطاع غزة في صيف عام 2005.
في سياق مواز، قال مصدر امني اسرائيلي لموقع "تيك ديبكا" المقرب من الاوساط الامنية الاسرائيلية ان القوات المصرية نشرت 600 جندي من القوات الخاصة ترتدي الزي المدني في إطار جهود مصر لوقف عمليات تهريب الأسلحة من سيناء لقطاع غزة وبشكل نهائي.
وبحسب المصدر الإسرائيلي فان نشر مصر لقوات الكوماندوز يعتبر بمثابة قمة الجهود المصرية لإغلاق أنفاق رفح التي يتم عبرها تهريب السلاح.
أضاف المصدر: "لو قام المصريون بتلك الخطوة قبل ثلاث سنوات لما استطاعت حماس السيطرة على قطاع غزة ولمنع التأثير الإيراني داخل قطاع غزة".
ووفق أقوال المصدر فإن "هذه أول مره تشعر بها إسرائيل بان مصر جادة وبشكل حازم لمنع عمليات تهريب الأسلحة من سيناء لحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر أنفاق محور فلادلفي".
في غضون ذلك، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية امس مناطق متفرقة من الشريط الساحلي لقطاع غزة على مدى الساعات الثماني والأربعين الماضية. ووصف القصف بأنه الأعنف منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة يوم 18 كانون الثاني/ يناير الماضى .
وأكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الزوارق الإسرائيلية التي اقتربت من الشاطئ أطلقت قذائف صاروخية باتجاه مناطق خالية تقع داخل أراضي المستوطنات المخلاة، كما أطلقت النار باتجاه منازل تقع في منطقة المواصي الساحلية جنوب غرب قطاع غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
وكان صيادون أكدوا أن مراكبهم تعرضت لإطلاق النار والمطاردة من قبل زورقين إسرائيليين خلال تواجدهم في المياه، وأن زورقا إسرائيليا حاصر مجموعة من المراكب الفلسطينية بعد أن أطلق النار باتجاهها، فيما صعد عدد من جنود الاحتلال على متن عدد من القوارب الفلسطينية وأجروا عمليات تفتيش وأجبروا عددا منهم على التوجه شمالا والتجمع في بقعة واحدة ما حال دون تمكنهم من ملاحقة أسراب الأسماك المهاجرة.
وفي سياق متصل، أطلقت الدبابات ونقاط المراقبة العسكرية الإسرائيلية المنتشرة قرب خط التحديد (خط الهدنة) جنوب شرقي محافظة رفح جنوب شرق قطاع غزة النار بصورة متقطعة باتجاه مناطق متفرقة من بلدة الشوكة الزراعية المحاذية للخط المذكور خلال ساعات فجر أمس وليل الاثنين ـ الثلاثاء مستخدمة الرشاشات الثقيلة والمتوسطة.
الى ذلك، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" مسؤوليتها عن تفجير عبوتين بقوة إسرائيلية خاصة وخوض اشتباكات عنيفة معها عندما حاولت التسلل شرق بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوب شرق قطاع غزة.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "هآرتس" امس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتعهد أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل بإزالة القيود الإسرائيلية والسماح بإدخال كافة أنواع المواد الغذائية إلى قطاع غزة.
وقالت الصحيفة ان الاتحاد الأوروبي بعث برسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك، طالبهما فيها بأن تفتح إسرائيل فورا كافة المعابر بين إسرائيل والقطاع بصورة دائمة لإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع. وكانت الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة ايهود أولمرت قد قرّرت قبل نهاية ولايتها بوقت قصير، السماح بإدخال كافة أنواع المواد الغذائية إلى القطاع، على اثر نقاشات عديدة بين وزارتي الخارجية والدفاع الإسرائيليتين ومواجهات بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة ودول أوروبية على خلفية عرقلة إدخال مواد غذائية إلى القطاع.
في الشأن الداخلي الفلسطيني، اتهمت حركة "حماس" الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال 13 من أنصارها، بينهم سبعة من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب اقتحام جمعيتين خيريتين.
وقالت "حماس" في بيان لها أمس إن حملة الاعتقالات طالت ثلاثة عناصر في رام الله، بينهم طالبان في جامعة بيرزيت.
وذكرت أن الاعتقالات طالت أيضاً ثلاثة في نابلس وثلاثة في طولكرم جميعهم من الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، فيما اعتقل الناشط جهاد علي عاصي( 20 عاما ) من قراوة بني حسان، في سلفيت للمرة التاسعة، وناشطان في قلقيلية والخليل.
وقالت إن الأجهزة الأمنية في مدينة الخليل اقتحمت مقر "جمعية الشبان المسلمين" في المدينة، وصادرت أجهزة الحاسوب منها وجميع ملفات الجمعية، فيما جرى اقتحام مقر "الجمعية الخيرية الإسلامية " في البيرة وأجبر هيئة إدارة الجمعية تحت تهديد السلاح على توقيع ورقة تسليم هيئة إدارية جديدة من فتح تم تعيينها من قبل وزارة الداخلية.




















