نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
عمل نظام الأسد جاهداً منذ إعلان سيطرته على درعا على إغراقها بالفوضى وتدمير قاعدة المجتمع فيها من خلال غضّ النظر عن تجارة المخدرات وزيادة ترويجها في جميع مناطق المحافظة وذلك عَبْر بُؤَر مخصصة لتوزيعها.
استهدفت هذه التجارة في بدايتها فئة الشباب بشكل خفيّ وتصاعدت فيما بعد لتصبح منتشرة علنية ومكشوفة بين الأطفال دون سن الثامنة عشرة بل تعدت ذلك إلى إدمان بعض النساء عليها، ما جعل هذه الظاهرة كارثةً تهدد المجتمع وتنعكس سلباً عليه وتشكل خطراً على بِنْيَته وتماسُكه.
وتنتشر المواد المخدرة في درعا بعدة أصناف منها الحشيش وحبوب الكبتاغون وأسوأها مادة الكريستال والكوكايين ورغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تلقى رواجاً وانتشاراً حيث يتم الحصول عليها من قِبل مروجين تدعمهم مجموعات خاصة تعمل لصالح حزب الله اللبناني في درعا وأخرى تحت إشراف ضباط الفرقة الرابعة وأجهزة النظام الأمنية وفي مقدمتها الأمن العسكري وعلى رأسه العميد لؤي العلي.
ويعتبر العلي مهندس عمليات بيع وتوزيع المخدرات وتنشيط ترويجها في المحافظة، بل وتجميعها وتصديرها إلى دول الجوار لا سيما الأردن الذي أعلن مراراً إحباط محاولات تهريب المخدرات من سورية إلى أراضيه.
تعاطي هذه المواد وإدمانها كان دافعاً رئيسياً في وقوع عدة جرائم، كان آخِرها قيام أُمّ وابنتها بقتل زوجها وزوج ابنتها في مدينة درعا بمشاركة عدد من الفتيات المتعاطيات، كما قُتلت امرأة في مدينة “طفس” على يد زوجها بأداة حادة، وكذلك قُتلت طفلة نتيجة ضَرْبها ضَرْباً مبرّحاً من والدها في المدينة ذاتها.
يبدو أن تجارة المخدرات في درعا باتت صعبة المكافحة وذلك لانتشارها الواسع وكثرة الحالات المدمنة التي لم يَعُدْ علاجها أمراً سهلاً كما في المراحل المبكرة من التعاطي، فهناك العديد من مدمني المخدرات باتوا اليوم يحتاجون لعلاج متكامل في مصحات خاصة وتحت إشراف أطباء مختصين.
يُذكر أن انتشار المخدرات يترافق مع عمليات اغتيال تستهدف المتهمين بترويجها وتوزيعها في المحافظة والتي قد تصاعدت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.