قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إنها تعتقد بأن روسيا تحاول الآن تجنيد مقاتلين سوريين لتعزيز المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، وتزامن ذلك مع إعلان أحد قادة ميليشيا «الدفاع الوطني» في بلدة السقيلبية في ريف حماة، وقوفه مع الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تواردت أنباء عن تكليفه بعملية تجنيد المزيد من المرتزقة في محافظات سورية عدّة، تمهيداً لنقلهم إلى القواعد الروسية في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين: «هناك أنباء عن سعي موسكو لاستجلاب مقاتلين سوريين لزيادة قواتها في أوكرانيا، ونعتقد أن هناك حقيقة في ذلك» مضيفاً أنه «من المثير للاهتمام أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيضطر إلى الاعتماد على المقاتلين الأجانب».
ووفقاً لإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، أشار كيربي إلى أنه لا يملك معلومات عن أعداد المقاتلين السوريين الذين يحاول الروس إدخالهم في المعركة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نشرت الخبر لأول مرة يوم الأحد، مشيرة إلى أن موسكو تبحث عن سوريين شاركوا في القتال، ويمكن أن يساعدوا روسيا في السيطرة على مدن مثل العاصمة الأوكرانية كييف.
في غضون ذلك، وبينما أكدت مصادر محلية، أن روسيا بدأت بعملية تجنيد المرتزقة في سوريا تمهيداً لنقلهم إلى الجبهات المشتعلة إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، أعلن قيادي مسؤول لدى ميليشيا الدفاع الوطني في بلدة السقيلبية بريف حماة، وقوفه مع الحرب الروسية على أوكرانيا تقديراً لما وصفها بالصداقة بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين.
ونشر نابل العبد الله على صفحته الشخصية عبر موقع فيسبوك بياناً حول تضامن مدينتي السقيلبية ومحردة «مع الشعب والجيش الروسي الصديق» قال فيه «الذي نقوم به الآن من تضامن مع روسيا الاتحادية وشعبها وجيشها، من إيصال رسائل أطفالنا ودعائهم لكم بتحقيق السلام من خلال النصر، شيء طبيعي وواجب علينا، وخاصة أنه السيد الرئيس المفدى بشار الأسد كان من أول الرؤساء بالعالم الذي اعترف باستقلال الإقليمين».
وأضاف «وكانت أيضاً زيارة السيد وزير الدفاع الروسي لسوريا قبل يومين من هذه العملية الخاصة رسالة واضحة ومقروءة للجميع. ونحن على علم تام ويقين ومعرفة بقدرة الجيش الروسي العظيم وقادته الذين عملنا معهم في سوريا، ولما يملكه الرئيس فلاديمير بوتين من حنكة وقدرة سياسية وعسكرية واقتصادية وإيمان وإنسانية بأنكم منصورون».
وقال «إن ما نشهده الآن من زيف إعلامي ومن إمبراطوريات النفاق الغربية ليس جديداً على السورين فالنازيون الجدد ومشغلوهم بأوكرانيا هم الإرهابيون ومشغلوهم ذاتهم الذين هزموا في سوريا… والتاريخ الآن يكتبه أبطال لمئات السنين القادمة سيذكرهم التاريخ بأنهم غيّروا أحادية القطب وكان على رأسهم الشعبان البطلان السوري والروسي ومن معهم من حلفاء وأصدقاء بقيادة بطلين هما بشار الأسد وفلاديمير بوتين».
وكانت ميليشيا الدفاع الوطني في السقيلبية ومحردة نظّمت احتفالية أمام كنيسة «آيا صوفيا» في السقيلبية لدعم غزو روسيا لأوكرانيا، شارك فيها رجال دين مسيحيون، وتمت تغطيتها بشكل لافت من قبل وسائل إعلام روسية. وأعلن القيادي نابل العبد الله أن المدينتين أرسلت خلال الاحتفالية «شحنات من المساعدات الانسانية تزن 5 أطنان ورسائل من أطفال المدينتين مضمونها التضرع والصلاة من أجل السلام».
في غضون ذلك، قالت شبكة «بلدي نيوز» المحلية، إن قاعدة حميميم الروسية طلبت من «العبدالله» تسجيل أسماء عناصره الراغبين بالذهاب إلى روسيا للقتال في صفوفها في أوكرانيا، بموجب عقود نصف سنوية تنص على إيفاد المرتزق لحراسة المنشآت العامة والعسكرية، براتب شهري يبلغ 1500 دولار شهرياً.
وأضاف المصدر، أن نابل العبد الله، ووسطاء آخرين، بدأوا حملة لتسجيل الشبان الراغبين في القتال في أوكرانيا إلى جانب الروس، «غير أن هناك ضعفاً في الإقبال على التسجيل للقتال إلى جانب الروس في أوكرانيا بعد أن ورطت عناصر للقتال في ليبيا وعادوا دون أن تمنحهم المبالغ التي تم الاتفاق عليها وفق العقود الموقعة». وتركّزت عمليات تنسيق قوائم التجنيد، وفق موقع «صوت العاصمة» المحلي، في مدن الساحل السوري، وجنوب سوريا، إضافة لعناصر التسويات في ريف دمشق، وحسب المعلومات فإن عملية التجنيد ما زالت مقتصرة على تنسيق قوائم الأسماء وإجراء الدراسة الأمنية.
وأعلن رأس النظام السوري بشار الأسد، نهاية الشهر الفائت، دعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال الأسد، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية «سانا»: «روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية» زاعماً خلال اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة التوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي»، وفق تعبيره. وقال بشار الأسد إن نظامه «يقف مع روسيا الاتحادية انطلاقاً من قناعته بصوابية موقفها ولأن مواجهة توسع الناتو هي حق لروسيا» معتبراً أن العدو الذي يجابهه «الجيشان السوري والروسي واحد، ففي سوريا هو تطرف وفي أوكرانيا هو نازية».
“القدس العربي”