من يستطيع أن يقرر ما إذا كان لأوكرانيا الحق في السيادة، وللشعب الأوكراني الحق في تقرير المصير؟
الغزو الروسي لأوكرانيا سار بشكل سيئ للغاية.
أخطأ الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في حساباته بشأن أوكرانيا. فقد قلل من شأن القدرات العسكرية الأوكرانية، واستعداداتها مذ غزت روسيا أوكرانيا للمرة الأولى، وضمت شبه جزيرة القرم وأثارت الحرب في دونباس. فضلاً عن أنه استهان بقدرات النخب الأوكرانية واستعدادها لتنحية خلافاتها السياسية والإقليمية وهوياتها جانباً للعمل معاً ضد الجيوش الأجنبية الغازية. كما كان غير واقعي بشأن الأوكرانيين الناطقين بالروسية وطبيعة دعمهم روسيا؛ فمن الواضح أن حدود هذا الدعم بين الأوكرانيين الناطقين بالروسية لم تشمل غزوهم واحتلالهم وضمهم إلى روسيا.
وقد أخطأ الزعيم الروسي في ما يتعلق بأوروبا. فقد حاول الكثير من الزعماء الأوروبيين التوصل إلى تسوية للأزمة عن طريق المفاوضات، وتبني مواقف سياسية مختلفة عن مواقف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وربما فسر صناع القرار الروس ذلك على أنه دليل على ضعف أوروبا وانقسامها وترددها. وفي الوقت نفسه، ربما كان الانسحاب الأميركي الفوضوي والمهين من أفغانستان قد أقنع الكرملين بضعف الغرب وعدم قدرته على الرد. بيد أن غزو روسيا دولة أوروبية ذات سيادة أجبر أوروبا على إعادة تنظيم صفوفها وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، وتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا باستمرار. وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، أعطى الغزو الروسي هدفاً للناتو.